حتى لا يرتفع الأدرينالين الثوري فوق الحد اللازم لدى بعض احزابنا السياسية النشطة التي تغرد الآن وترفع شعارات في الشوارع خارج سرب قوى الحرية والتغيير . في ديسمبر الثورة لن تنسى ذاكرة الشعب السوداني الحية تحديدا ان الحزب الشيوعي السوداني كان له الدور الفعال في تحريك وتنظيم الحراك الثوري لما يتمتع به خبرة ودراية ومن حس وطني فياض وحراك فعال واثر باين وبصمة واضحة في ازكاء شعلة النضال والكفاح وقيادة مواكب الثورة في صفوفها الأولى بشفرة وبحضور "تجمع المهديين الأب القائد" وبرفقة احزاب سياسية شابة برزت في الساحة كحزب المؤتمر السوداني. هدئوا من اعصابكم قليلا اخوتنا في الوطن اقرأوا ما خلف السطور وما علق بالنفوس من احباطات حتى لا يتعكر المزاج العام وتسود الأجواء الضبابية وتتصادم مطالبكم المشروعه في زمن الحرية مع البرامج السياسية والاقتصادية لحكومة الثورة التي لم يقطع الشعب عنها الامل والرجاء.. ومع قوى سياسية وحزبية عريقة وعنيدة تصطف مع بعضها لتتحرش بالاخر النافر الذي يحاول ان يكشف ضعفها للملأ ويصوب سهام انتقاده نحوها. لابد من تريث ووقفة جادة لقراءة ظروف المرحلة الحالية المعقدة التي لا يمكن تقويمها بالانفاس الحارة ودق الطبول ..!! نحن نفهم أن كل أهداف الثورة ومطالب الشارع لم تتحقق ولكننا أحوج من ذي قبل وفي هذا الوقت وفي هذه الأجواء المتوترة والمسمومه والظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الصابر أن نركن جانبا ونجنح للسلم ونميل للتهدئة ولدبلوماسية المبادرات وللحوارات البناءة ولاصلاح بنيتنا اولا حتى نستطيع تقريب وجهات النظر بيننا تفاديا أن يتطائر الشرر في كل مكان ليستغله اعداء الوطن والمتربصين بالثورة لإشعال نيران الفتن.!! وسبحان الله.. اكبر المهللين للتصعيد الثوري السلمي على الأرض الذي يتبناه الحزب الشيوعي السوداني في غير اوانه لإسقاط الحكومة بشقيها السياسي والمدني الان هم أهل الثورة المضادة وحلفائهم الذين عملت ثورة ديسمبر على اسقاطهم وابعادهم عن المشاركه في الحكم. التصعيد في فترة انتقالية مليئة بالتناقضات والاحباطات والازمات الاقتصادية ياقادة الحزب الشيوعي قد يولد عند الكثيرين الغضب الممزوج بالكراهية خصوصا عند إشهار سيف القوة لتغيير الواقع لعكس حركة الدوران لتسير العجلة وفق رؤية من طرف واحد..!! كثير من التعقل مطلوب حتى لا يندلق الاناء على الأرض ونخسر وقت ومكانة ومساحات خضراء قمنا بتحريرها…!! إن كنتم تسعون على امل ان تعود المواكب من جديد لنبدأ ثورة مليونية من الصفر في وقت اصبح فيه المواطن من شدة حساسية الأوضاع والضغوط المعيشية والانفعالات الغير ارادية محيط فذلك امر بعيد على الأقل في هذا الوقت..!! تجمع المهنيين كان سر تماسك صوت الشعب والتحامه في الساحات وعندما انقسم على نفسه بسبب الخلافات فقد الثقة وفقد شعاع القدرة على تحريك الشارع. من الصعب في هذا الاوان أن نحرك الشوارع وبكامل النصاب بريموت أي تجمع من التجمعات المهنية التي أصبحت في الحقيقة مظلات حزبية بعد أن كان تجمعا مهنيا قوميا لكل اهل السودان. مثلما نطلب من الآخرين أن يعترفوا فيجب أن يعترف ايضا قادة الحزب الذي رفع شعار اسقاط الحكومة الحالية أن انسحابه من قوى الحرية والتغيير كان خطأ استرتيجيا مكلفا وان شطر تجمع المهنيين والتيمم به نحو أودية وجبال الحركة الشعبية جناح الحلو هو الذي قطع الحبل السري عنه وافقده خاصية تحريك المواكب في قلب العاصمة..!! كل ما كان متاحا من قبل للاسف ليس متاحا الان فلنبحث عن حلول توفيقية فيما بيننا وعن اصلاح ان كنا نحب وطننا ونقرأ بتمعن وشفافية ما يمور في اعماق الشعب .