الخطأ قد لا يكون في الاتجاهات، وإنما في الوجهة نفسها، فنحن نصلي صلاة صحيحة الشروط، ولكنها صلاة بلا غاية (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)! فالسهو ليس عن الذهاب للمسجد وإنما عن صلتك بربك! وإلا فما أكثر الفحشاء والمنكر في سوق دكاكين المسجد! ونقرأ بلا خجل (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)! عندما يصبح الإصبع الذي يشير إلى القمر، هو موضوع الجدل! فاعلم يا سيدي اننا في دنيا العدم! تسألني ما العدم؟ العدم هو أن تعتقد أن وجودك مرهونٌ بموتِ غيرك! العدم هو أن تعتقد أن معتقداتك لا تثبت صحتها إلا إذا هدمت معتقدات غيرك! العدم هو أن تعتقد أنك أنت أفكارك، وقناعات ومعتقداتك هي ذاتك! والموت من أجلها هو أسمى غاياتك! انعدام الوجود هو الخوف من التغيير؟ هو الخوف على "الأنا الوهمية"! التغيير لا يعني تبديل أفكار بأفكار أخرى! التغيير هو اقتراب من حقيقة الذات، هو اقتراب من حقيقة الوجود الأصلية! إذا لم يكن يومك أفضل من أمسك فأنت تسير نحو حتفك، إياك أن تموت من أجل ما تعتقد اليوم، فغداً ستكتشف انك كنت على صغيراً! فلا تأمن شيطانك! يا تظن أنك ملاك! اعرف نفسك تعرف ربك! تواضع وواجه خوفك من تغيير نفسك وأفكارك وترهاتك بالهروب إلى أمان الله! وإياك أن تخاف من الله فهو تعالى المؤمن! واعلم أن القانون لا يُخيف إلا المجرمين، ويزيد الصالحين أمناً وأماناً! ولله المثل الأعلى!