الآن علي المواطن أن يخرج من ادمان التخدير وينظر للواقع بصورة بعيدة ….واظنّ ان الأوضاع لا تفصح عن حقيقتها فهي اكثر غموضاً، والأيام تلد لنّا احداث مؤسفة، وتهب في مسامعنا الأخبار الغير مطمئنة، كل شيء فقد البوصلة الأمنية واصبحت حياة الأنسان في مواجهات ٍ مجّهولة، لا يدرك صرخة الأخطار إلاّ من يحس بها ضمناً، ولا يشعر بمعآناة الآخرين إلاّ من له قلب ٌ رحيم ،، وهكذا تتبدّد دوال الحياة المعقدة في تفتيت بنية «المجتمع» وتحويله الي مجتمع ٍ معبّثر اخلاقياً وسياسياَ…….الخ، واكثر ما يفصح لنا حجم المعآناة هي عيون النساء اللاّتي يظهرن ّ ذلك بصبر ٍ محكم او عزلة ً عصماء، او حكم ٍ موّعظة، ، تعدد المشاكل في الوطن الجريح ولكن تظلّ مشاكلنا الخفية أعظم، ونحن نخفيها خجلاً، الأسعار تآكلنا ونحن احياء، الظروف تقيدنا، ، والبيئة ترفضنا ونحن نتمسّكا بها ،، لا شيء َ افضل من نعمة الأنفاس التي نخرجها بكل رضا، لا شيء اجمل من تلك الضحكات التي نرسلها رغم المصير المجهول الذي ينتظرنا، ، لا ثم لا لكل الألوان التي ابهت لنا طعم الحياة …ما تهديه الأيام لن يقبّر احلامنا بالتغيير، نحلم بأن يبقي الرصاص زينة لمتعة انظارنا، وأن يصبح الجندي مصدر حماتنا، وتصيروا الشوارع مهداً لأقدامنا دون آذى، …. أليس من حقنا أن نطمئن نفسياً وجسدياً ؟؟ أليس من حقنا أن نعيش بكرامة ،؟؟، أليس من العدل أن نقول ما يوجعنا، ونبوح لبعضنا…؟ ، …….الخ أليس هذا الجحيم ظلماً لنا ……؟؟ الوقت الآن لا يسمح لنا وصافرات الأنذار تقل …وتبرهبن ما يخيف …لا وقت حتي أن نقرأ ملامح بضعنا بعمق، لا وقت أن نسامر بعضنا بعشق لا وقت أن ننام بعمق لا وقت …لا المعارك تتصاعد نحن لم ننتصر حتي اليأس، لم ننتصر بعد والوطن يصرخ بقدوم الشيطان والدماء، لا وقت يا أحبتي والبيوت كالسجون، لا وقت والقلوب سوداء، والعقول عقيمة، والأخلاق دنيئة، والنفوس مريضة، لا ثم لا لهذا كله والمصير مجهول…..؟؟