كلما إحتقن المشهد السياسي في السودان ، ظهر إسم مدير المخابرات الاسبق "صلاح قوش" ،وظل اسمه يتردد في الأشهر الأخيرة في وسائل الإعلام السودانية، على الرغم من إستقالته من منصبه ومغادرته السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل\2019 . إتهامات: إتهمه صراحة نائب رئيس المجلس السيادي ، الفريق اول\ محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالوقوف وراء احداث هيئة العمليات المحلولة قبل عام ،وشدد حميدتي وقتها على أن قوش "متورط في تمرد هيئة العمليات ولديه ضباط في الخدمة وخارج الخدمة للإنقلاب على الوضع". وإتهامات اخرى طالت نافذين في الحكومة الإنتقالية بالعمل لصالح "قوش" او التعاون معه، بعضهم أقر بلقاءه في اوقات سابقة من مراحل عملية التغيير التي شهدها السودان في 2019م. حيث اقر مقرر لجنة تفكيك التمكين "د.صلاح مناع" في برنامج تلفزيوني، بلقاء جمعه ب(قوش) ، (حمدوك)، ورجل الاعمال البريطاني من اصل سوداني (مو إبراهيم) تداولوا حوله عملية التغيير والتظاهرات يناير 2019 باديس ابابا. وكشف القيادي البعثي" محمد وداعة" في تصريحات متفرقة عن لقاءات جمعته وقادة اخرون في التحالف المدني الحاكم ب(صلاح قو) إبان الثورة السودانية ، وايضا تداولوا امر عزل "البشير"، وقال نصا:"تواصلنا مع قوش قبل 6\ابريل ، وتلقيت معلومة منه بفتح الطريق الى القيادة العامة". إجراءات لم تكتمل: وفي عام 2020م طالبت النيابة العامة السودانية "صلاح قوش"، بتسليم نفسه إلى القضاء بعد دعاوى قدمت ضده بتهم الثراء غير المشروع، معتبرة أنه إما هارب أو متوار عن الأنظار. وشددت الوكيلة العليا للنيابة "سلوى خليل أحمد حسين"، عبر إعلان منشور في صحف سودانية على ضرورة إتخاذ الإجراءات القانونية، حال رفض مدير المخابرات السابق تسليم نفسه إلى السلطات خلال أسبوع. وأوضحت -وفق الإعلان- أن المتهم إما أنه هرب، أو أخفى نفسه للحيلولة دون تنفيذ أمر القبض عليه، مطالبة إياه بتسليم نفسه لأقرب نقطة شرطة في مدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا من تاريخ نشر الإعلان (المذيل بتاريخ26\ديسمبر 2020م). من جهته، أعلن النائب العام حينها " تاج السر الحبر" بدء إجراءات عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) لإعادة قوش الموجود خارج البلاد لمحاكمته، مشيرا إلى أنه يواجه أربع دعاوى جنائية يتم التحقيق فيها. مع العلم بالتواجد المعلن لمدير المخابرات السابق "صلاح قوش" في دولة مصر . تساؤلات: بالتزامن مع احداث كثيرة ومثيرة تصدر تصريحات إعلامية من قيادات في الحكومة الإنتقالية يتهمون "صلاح قوش" بالوقوف خلفها، يتساءل الكثيرون، عن حقيقة نفوذ "قوش" وقدرته على صنع وإدارة الاحداث في السودان بالقدر الذي تؤكده تصريحات قادة النظام الإنتقالي. واجاب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني "كمال كرار" على تساؤلات حول تواجد "قوش " في المشهد الإنتقالي، قال "كرار" ل(سودان مورنينغ):"انا ما قاعد اتكلم في رموز النظام البائد، لأنني اعتبرهم انتهوا الى غير رجعة". جزم نائب رئيس حزب الامة القومي ،الفريق \"صديق إسماعيل " بمساهمة "قوش" في صناعة التغيير الذي حدث في ابريل \2019م. وقال صديق ل(سودان مورنينغ) :"نعترف بمساهمة قوش الحقيقية في الاعداد لثورة ديسمبر"، مردفا:" هو شريك حقيقي لدقلو في عملية فتح مسارات القيادة للثوار "، مضيفا:" سخر إمكانياته الشخصية لذلك وهذه حقائق يجب ان نعترف بها". ووصف "إسماعيل" مغادرة "قوش" للمشهد وإستقالته بالطريقة المسؤولة، مردفا:" كان تعامل مع التغيير وإبتعاده عن المسرح بطريقة مسئولة وكان يمكن ان يتشبث لوجوده، ظهرت بعض الإخفاقات والاتهامات له ، الذين يريدون ان تستمر القطيعة بينه وبين زلاءه في المؤسسة العسكرية حتى تازم الموقف ، علاقاته الدولية اصبحت مهدد امني، ادعو لمصالحة معه ، إستبعد القيادي بحزب البعث السوداني "محمد وداعة" وجود قوش بشكل فاعل في صناعة الاحداث بالمشهد الإنتقالي، ومؤكدا على دوره السابق في صناعة التغيير الذي حدث في إبريل \2019م. وقال "وداعة" ل(سودان مورنينغ) :"لم يتحدث قوش لاي وسيلة اعلام منذ إستقالته ومغادرته البلاد، ولكن الجميع تحدثوا عن دوره قبل إستقالته، وهو ما اكده رئيس المجلس السيادي الفريق اول\ركن: البرهان، واخرون". وكشف"وداعة" عن معلومات تلقاها تفيد بتدخل "قوش" في ملف العلاقات الخارجية بشكل إيجابي. وشدد "وداعة" على ان الجميع التقوا "قوش" وتحدثوا اليه ، وقال:"ولكنهم ينكرون ذلك خشية ان تحسب عليهم"، واردف:"انا متهم بالتعامل معه وهو امر لم انكره، و قد فصل فيه الإمام الصادق المهدى رحمه الله ، ولا يقدح في وطنيتي و دورى فى الثورة، و فيما اقوم به من عمل الان مع آخرين لإصلاح قوى الحرية و التغيير".وفى تقديرى فإن من يقبل التعامل مع برهان و حميدتى من باب أولى ان يتعامل مع قوش. ظهور الشبح: وفي 22\سبتمبر\2020م ، إبان صعود ملف التطبيع الى سطح الاحداث ،نقلت قناة الجزيرة عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن مدير المخابرات السوداني الاسبق صلاح قوش، ومدير المخابرات المصري عباس كامل، وصلا إلى أبو ظبي مساء الإثنين 22\سبتمبر 2020م، في ظل أنباء عن اتفاق محتمل لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. سودان مورنينغ