بمزيد من الحزن والأسى تنعي أسرة صحيفة الراكوبة الشاعر السوداني الفذ "محمد طه القدال" بعد معاناة مريرة مع المرض. ولد القدال في 12 ديسمبر 1951 بقرية (حليوة) بولاية الجزيرة. ويقول القدال عن الجزيرة وعن خصوصية مفردته: (أنا أفتكر الجزيرة لها أثر كبير في اكتسابي لهذه المفردة... ولاية الجزيرة.. بوتقة فيها كل الأعراق والألسن.. السودان كله موجود في تلك المنطقة التي حضرت منها.. الناس هناك يجمعهم ظرف اجتماعي واقتصادي واحد.. ومن هنا خرجت لغة (خاصة) بالجزيرة و(عامة) في نفس الوقت. بدأ محمد طه القدال دراسة الطب في جامعة الخرطوم ، غير انه لم يكمل تعليمه به ليتجه لدراسة الإدارة. تغنى بأشعاره العديد من الفنانين السودانيين، على رأسهم الفنان الراحل مصطفى سيد احمد وفرقة عقد الجلاد الغنائية. و القدال – بجانب كتابة الشعر- هو عازف ماهر وتشكيلي ، عمل في بداية حياته بتلفزيون السودان القومي. ويعد القدال، أحد المنافحين للأنظمة الدكتاتورية التي حكمت السودان، بدءا من نظام الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري، مرورا بنظام الإخوان المسلمين البائد، واضاء عبر صفحته بفيسبوك الكثير من دياجير الظلام في حقبة النظام البائد، ونشر العديد من الأشعار والرباعيات التي رفعت المود الثوري، وكان داعماً لكل الهبّات والاحتجاجات التي قادها شعبنا ضد دولة الظلم والطغيان. نسأل الله أن يتقبل "القدال" في جنات النعيم، وان يلهم أهله وذويه ومحبيه، الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.