الخرطوم 25-10-2019م (سونا) - استضاف المقهى الثقافي الشاعر الكبير الأستاذ محمد طه القدال ضمن فعاليات البرنامج المصاحب لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، في دورته ال(15 )، وذلك للحديث عن التجربة الشعرية للقدال، وللقراءات الشعرية. وقد استهل القدال استهل القدال حديثه بالترحم على شهداء الثورة السودانية وتمنى الشفاء للمصابين والعودة للمفقودين كما ترحم على الشعراء محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد وعمر الدوش والفنان الراحل مصطفى سيد أحمد، مشيرا الى الشعر الشعبي والعامي، وكوامن النظم المتخم بصوره الشعرية الغنية بالتراث والبيئة والهوية السودانية بكل تنوعها وثرائها، و طوف بالحضور عبر تجاربه المختلفة، والمتنوعة وعوالمه الشعرية المتنوعة والمتعددة المشارب والمصادر وتجارب تجاوزت الخمسين عاما من العطاء الشعري المتجدد. و عن الراحل مصطفى سيد أحمد قال القدال" لم يكن فنانا فحسب بل كان شاعرا ايضا، وتغنى لي بجزء من قصيدة "حليوة" والدليل على أنه شاعر فقد قام بتغيير كلمة (فأس) بكلمة الناس في مقطع من قصيدة حليوة كنت قد كتبته : سألتك بالذى ركز الارض معبد وسوى (الفأس) عليها مقام فعدل مصطفى كلمة (الفأس) بكلمة (الناس) في الأغنية. وقال القدال إنه لا يكتب الشعر بهدف الغناء ولكن كل من رأى في شعر القدال شيئا يمكن التغني به فهذا الشعر مبذول من أجل الشعب ومن اجل المجتمع السوداني . وعن لغة الشاعر قال القدال إن اللغة العربية هي الأصل في تجربته الشعرية لكنه يؤمن بتعدد الألسن التي تنطق اللغة العربية وقال انه كتب الشعر بلهجة مخلوطة بين لغة دارفور وكردفان كما كتبه بطريقة الزجل المصري والنبض الخليجي وباللهجة الشامية ولكن تظل اللغة هي نفسها صحيحة في قواعدها ومتعددة وثرية باختلاف الألسن واللهجات. وأضاف القدال أن الدوبيت والمديح النبوي هما العاملان المؤثران بدرجة كبيرة في تجربته كشاعر، مشيرا الى أن تجربة الشعر العربي في مظانها في الجزيرة العربية وسوق عكاظ فقد كان الشعراء ينشدون الشعر أي يرددونه باللحن والشعر في الأصل غني بالإيقاع والموسيقي. ومضى القدال إلى أن الشاعر ابن بيئته، مشيرا إلى تأثيرات البيئة على شعره، موضحا تأثير قريته حليوة عليه فهي موطنه حيث عاش وترعرع بها وظلت الذاكرة مختزنة بكل شيء، بالمجتمع وبالأشخاص وبالطبيعة والمكان والجغرافية ، وإن الشاعر يتأثر بمجتمعه في خطابه الشعري وكذلك في لغته ومفرداته. وتخلل حديث الشاعر محمد طه القدال عدد من الاشعار التي قرأها على الحضور كما حفلت الأمسية بمداخلات ثرة من رواد المقهي الثقافي.