تحتلّ بعض العوامل اليومية مسؤولية كبيرة في مجال الشيخوخة المبكرة للبشرة. فيما يلي أبرز الأعداء المتّهمين بدور أساسي في تهديد شباب البشرة وتعجيل ظهور التجاعيد. 1- التلوّث: هو المسؤول الأول يُعتبر سكّان المدن أول المعنيين في هذا المجال، ولكن ذلك لا يستثني سكّان الضواحي. إذ يبقى التلوث المسؤول الأول عن الشيخوخة المبكرة للبشرة، فالجزيئات الصغيرة الملوّثة التي تكون في الجوّ تُلحق أذىً كبيراً بالجلد كونها مسؤولة عن فقدانه للحيوية ويمكن أن تسبب التهابات عميقة تؤدي إلى تلف الغلاف الدهني المائي للبشرة. لذلك يُنصح بتنظيف الوجه صباحاً ومساءً بجل مطهّر يتمّ شطفه بالماء للحدّ من تأثير التلوّث على البشرة. تُشير الأبحاث إلى أن التلوّث يُسرّع في شيخوخة بشرة النساء اللواتي يعشن في المدن بنسبة 10 بالمئة أكثر من سكان القرى، كما أن ارتفاع نسب التلوث يؤدّي إلى تدمير بروتينات الكيراتين مما يتسبب بالشيخوخة المبكرة للبشرة. 2- التدخين: مصدر للمواد السامة ينتج عن التدخين مواد سامّة تتسلل إلى الدم لتحدّ من إنتاج الكولاجين والإلستين المسؤولين عن ليونة الجلد. ويتسبب التدخين أيضاً في الحد من تدفّق الدم باتجاه البشرة ويحرمها من الأوكسيجين، فيكون بذلك مسؤولاً عن فقدان الحيوية وظهور الخطوط والتجاعيد المبكرة. من أشهر الاختبارات التي تُظهر النتائج الحقيقيّة للتدخين على البشرة، تلك التي نشرت نتائجها "مجلة طب الجلد الأميركية" في العام 2007. وقد تم إجراء هذه الاختبارات على توأم كان يبلغ من العمر حينها 52 عاماً، إحداهما لا تُدخّن فيما الثانية تُدخّن علبة في اليوم منذ سن العشرين. وقد كشفت نتائج الاختبار ازدياد حجم وعمق التجاعيد لدى السيدة المدخّنة أكثر من شقيقتها غير المدخّنة. 3- النقص في النوم: يزيد التجاعيد تؤثّر نوعية النوم على حالة البشرة، فعندما تكون نوعيته جيّدة تبدو البشرة مشرقة ومرتاحة أما عندما تكون نوعيته سيئة ومدته غير كافية تبدو البشرة فاقدة للحيوية ويزيد ظهور تجاعيدها والهالات الداكنة المحيطة بالعينين. ويُشير اختبار تمّ إجراؤه على 30 سيدة تمّ تصويرهن عند الاستيقاظ من النوم صباحاً بعد ليلة مدتها 8 ساعات وأخرى مدتها 5 ساعات. وقد أظهرت النتائج أنه بعد النوم لفترة قصيرة تظهر التجاعيد والبقع والهالات على البشرة أكثر منه بعد النوم لفترة طويلة. وأن التجاعيد المبكرة تزيد بنسبة 45 بالمئة عند عدم الحصول على الكفاية من النوم. 4- السكر: يُسرّع في شيخوخة البشرة: يتسبب استهلاك السكر على المدى الطويل في تسريع ظهور الخطوط والتجاعيد على البشرة، ولكن ذلك لا يعني أنه يجب الامتناع عن تناول السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة. خاصةً أن هذه الأخيرة غنيّة بالفيتامينات التي تساهم في تعزيز آليّة تجديد البشرة. وقد أظهرت دراسة تمّ نشرها في "الصحيفة البريطانيّة لطب الجلد" أن السكر مسؤول عن تحرير بروتينات في الجسم تؤثّر سلبياً على ليونة البشرة وتُسرّع في شيخوختها. وذلك بالاستناد إلى اختبارات تمّ إجراؤها على مجموعتين من الأشخاص تستهلك الأولى الكثير من السكر فيما تتناول الثانية القليل منه. وقد بدا مظهر البشرة لدى المجموعة الثانية أكثر شباباً من المجموعة الأولى. 5- الإجهاد النفسي: هذا العدو الخفي للبشرة يتسبب الإجهاد في توجيه الدم إلى الأعضاء الحيوية في الجسم بهدف مدّها بالطاقة والأوكسيجين. وهذا ما يؤدي إلى الحدّ من وصوله للبشرة كونها لا تندرج ضمن الأعضاء الحيويّة، فتفتقد بذلك للتغذية والترطيب مما يخفف من حيويتها ويؤخّر آليّة تجددها. يترافق الإجهاد عادة مع مجموعة من التعابير التي تتكرّر على الوجه وتكون مسؤولة عن ظهور التجاعيد التعبيريّة. وتشير الاختبارات إلى أن التأثير السلبي للإجهاد يظهر أيضاً من خلال زيادة حساسية البشرة وجفافها، بالإضافة إلى تعريضها للإصابة بمشاكل جلديّة متنوّعة منها الإكزيما، وداء الصدفيّة، والعُدّ الوردي.