أصبح المعبر الحدودي الرئيسي لأفغانستان مع طاجيكستان، تحت سيطرة حركة "طالبان" وباتت تستحوذ على "عائدات بعشرات الملايين من الدولارات" من الجمارك التي يتم دفعها عبر المعبر، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. وقالت الصحيفة إن الحركة اكتسبت "مصدر دخل جديد مربحا، حيث سيطرت على معبر شير خان بندر، البوابة التجارية الرئيسية إلى طاجيكستان، وبدأت في تحصيل عائدات الجمارك". وسقط المعبر، الذي شيدته الولاياتالمتحدة في مدينة قندوز شمالي البلاد، في عام 2007، في أيدي حركة "طالبان" في 22 يونيو الجاري بعد معارك مع القوات الحكومية. ومنذ ذلك الوقت، استولت الحركة على معظم ما تبقى من حدود أفغانستان مع طاجيكستان المجاورة. وأعلنت لجنة الأمن القومي في طاجيكستان أن أكثر من ألف جندي أفغاني فروا إلى طاجيكستان بعد معارك مع "طالبان"، ليل الأحد الاثنين، للنجاة بحياتهم. وذكرت فرانس برس أن قرابة خمسة آلاف عائلة أفغانية فرت من منازلها في قندوز بعد أيام من المعارك. وكان سلاح المهندسين بالجيش الأميركي قد بنى الجسر الفولاذي للمعبر الذي يبلغ عرضه 12 مترا وطوله 671 مترا فوق نهر بانج ويمتد بين أفغانستان وطاجيكستان. وبدلا من إغلاقه بعد سيطرتهم عليه، ظل مجمع المعبر يعمل "وتوصلت الحركة إلى تفاهمات ضمنية مع طاجيكستان"، وفقا لتجار محليين تحدثوا مع وول ستريت جورنال. وأبلغ متحدث باسم الحركة الصحيفة الأميركية أنها تواصلت مع حكومتي طاجيكستان وأوزبكستان بعد أن سيطرت الحركة على عدة مناطق حدودية في يونيو، وأكدت لهما أن "العمل الروتيني للحدود والجمارك سيعمل كما كان من قبل" وحتى العاملين فيه لم يتم تغييرهم. وعبر قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، عن قلقه بشأن الوضع الأمني في البلاد، وحذر من خطر وقوع "حرب أهلية" بمجرد رحيل القوات الأميركية. وأضاف أن "الوضع الأمني ليس جيدا في الوقت الحالي… الحرب الأهلية هي بالتأكيد مسار يمكن تخيله إذا استمر هذا المسار الحالي. يجب أن يكون ذلك مصدر قلق للعالم". وسيطرت طالبان على أكثر من ثلث مناطق أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، وشنت، منذ مطلع مايو، العديد من الهجمات على أهداف حكومية في أنحاء المنطقة الريفية الوعرة، وقالت إنها استولت على قرابة 90 من أقاليم البلاد البالغ عددها 400، لكن الحكومة الأفغانية تشكك في هذ الأرقام. وأكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أنه تمت السيطرة على معظم مراكز الولايات التي يسيطر عليها المتمردون وأنه لم تسقط أي عواصم إقليمية. وقال إن هناك 81 مركزا للولايات في الوقت الحالي تحت سيطرة "طالبان"، من أصل 419 مركزا، ولا توجد عاصمة إقليمية تحت سيطرة الحركة. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، مؤخرا، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تشرف على انسحاب "منظم" للقوات الأميركية من أفغانستان وأن الولاياتالمتحدة لم تشهد زيادة في العنف الموجه ضد قواتها في البلاد، في العام الماضي. وأعلن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، أن القوات الأميركية أتمت نحو نصف عملية الانسحاب، وأنها ستكون قادرة، بحلول سبتمبر المقبل، على إتمام العملية بأكملها.