إرتفعت بعض الأصوات مؤخرآ تدعوا للمصالحة مع من يسمون بالإسلاميين بإعتبار أن في ذلك مصلحة الوطن للمضي في طريق التعافي و التقدم نحو إنجاز أهداف و غايات ثورة ديسمبر المجيدة !. بعض من جاهر بهذا الرجس مخلص يروم خير الوطن و عافيته، و أكثرهم تحركهم غايات و أهداف ليس للوطن مكان فيها.. و قد غاب عن كل من حشر فنادي، بأن مأساة هذا الوطن و جل بلاءه سببه هؤلاء القوم… و يجب علي كل عاقل أن يتوقف عن مناداتهم أو الإشارة إليهم بالإسلاميين.. إذ إن البون بينهم و بين الإسلام كالذي بين المشرق و المغرب ، أو إن شئت بين السماء السابع و الأرض. إن الأذي و الرهق الذي أوقعه هؤلاء الأبالسة بالإسلام و المسلمين، ليستعيذ من الشيطان و تنفر منه الملائكة و يشفق منه كل مسلم حاز الحد الأدنى من فهم هذا الدين العظيم حق فهمه، أو عرف مقاصده.. فبعد ثلاثينهم المشؤومة، رأينا شبابآ يجاهر بإلحاده و كفره بالدين في بلد ما كان لأحد أن يظهر حتي مجرد " عدم إحترام " للدين أو العقيدة. كما أن الأذي الذي اوقعوه بالوطن و أهله يفوق كل سوء ظن، و قد توافق اهل السودان بأنهم و هؤلاء الأبالسة لن يجتمعوا علي مائدة واحدة حتي و إن كانت مائدة طعام… و لذلك كان أحد هتافات الثورة علي "همجيته" يعكس مزاج شعبي عارم يرفضهم و يتوق للقصاص منهم و لو " بالدوس" عليهم( أي كوز ندوسو دوس) ، فقد داسوا هم علي كرامة و مزاج هذا الشعب حتي نفر منهم و كفر بهم و لفظهم غير مأسوف عليهم. إن الله سبحانه و تعالي، و هو مالك الملك و مدبر الكون و واضع قوانينه، قد جعل للتوبة شروط و هو القادر علي العفو دون قيد أو شرط، و لا يسأل عما يفعل.. و من شروط التوبة، الإقلاع ، فالندم ثم العزم علي عدم العودة للمعصية مرة اخري.. و لم نر من هؤلاء الأوباش، برغم كل ما فعلوه بهذا الوطن و اهله، مجرد مظهر للندم ناهيك عن الإقلاع عن الذنب.. فما زالوا يفعلون كل ما من شأنه أن يأذي الوطن و المواطنين إنتقامآ علي نزع الحكم منهم.. فهم مسؤولين عن معظم ما يعانيه المواطن اليوم من أزمات مصطنعة. لقد قرأت مقالآ لأحد مأفوني الإنقاذ و أزلامها، المدعو أمين حسن عمر.. و هو أحد المعطونين في " عفن " الإنقاذ منذ قيامها الي لحظة سقوطها.. يحدثنا عن الديمقراطية (!!) و موجباتها. و كيفية إصلاح نظم الحكم في السودان لتلبي طموحات أهل السودان ( !! ). و يحدثنا عن إنحراف الفترة الإنتقالية عن مسارها ( أي والله) ، و إنه ينبغي علي حكام الانتقال التركيز علي التحضير للإنتخابات حتي يفوز من يفوضه الشعب( يقصد هم طبعا).. معارضا بالضرورة لكل إجراءات نزع الأراضي و البيوت و إعادة ما سرقوه من قوت الشعب و ماله بما فيها الأوقاف الإسلامية (!) . لم يبد أسفآ علي روح واحدة أزهقوها أو علي وطن مزقوه إربآ في ثلاثينهم البائسة. هذا هو ديدنهم و مبدأهم و لن يحيدوا عنه لأنهم لا يجيدون إلا الكذب و الخداع و الفساد.. أقول لا ينبغي أن يتحدث أحد عن مصالحة مع الأبالسة قبل أن يقتص الوطن لنفسه ممن آذوه و سرقوه و قسموه.. لا تصالح قبل انتهاء كل المحاكمات في الحق العام و الخاص.. لا تصالح قبل إسترداد كل مال نهب و أرض سلبت.. لا تصالح قبل أن يري أهل السودان العدالة و قد طبقت و إن كل من اجرم في حق أي شخص و لو بشق كلمة و قد نال عقابه المستحق.. لا تصالح قبل أن تقر هذه الفئة الباغية بخطأ و خطل مشروعها.. و قبل أن تقدم إعتذارآ غير مشروط لكافة مسلمي الأرض علي تشويه صورة دينهم الحنيف.. لا تصالح قبل أن يعكفوا جديآ في مراجعات داخلية لتبين الرشد من الغي.. يجب أن تحظر كل قياداتهم حتي الصف الرابع من أي مشاركة في الحياة السياسية كما فعل الألمان مع الحزب النازي، و علي بقيتهم التطهر بالغطس في ماء المحيط عسي و لعل..