كمال الهِدي . أحد أشد (بلاوينا) إيذاءً أن إعلامنا انطباعي ويستند على الشلليات فيما يكتبه ويبثه، دون أدنى تفكير في أهمية الرسالة الإعلامية في بلد يعاني أصلاً من نسب جهل عالية بالحياة حتى وسط المتعلمين للأسف الشديد. . وكيف لا يكون الوضع كذلك إن كان من يتولون المسئولية في بعض مؤسساتنا الإعلامية أنفسهم قد صعدوا لأعلى الهرم في غفلة من الزمان. . ومحنتنا الكبرى في المجاملات فبعض الزملاء يدركون هذا الوضع ويعبرون عن استيائهم منه في الجلسات الخاصة، أما في العلن فلابد من حسابات مختلفة، لنساهم بذلك جميعاً بشكل أو بآخر في افساد أذواق الناس، وندعم استمرارية هذه (البلاوي). . كثيراً ما تتردد في مجالسنا الخاصة عبارات تطلق دون تفكير مثل "ظرفاء المدينة" ، فتتلقفها بعض أجهزة إعلامنا الفقيرة وتتعامل مع بعض هؤلاء الظرفاء المفترضين كنجوم مجتمع يستحق الواحد منهم أن يدخل بيوت السودانيين دون استئذان. . خلال أيام العيد استضافت قناة الهلال – التي لا اتابع فيها شيئاً بخلاف مباريات الهلال إلا إذا دفعني أحد الأصدقاء أو القراء دفعاً لمشاهدة برنامج محدد استفزهم واستحق التعليق- استضافت القناة ظريف مدينة مفترضاً في لقاء أثار حنق الكثيرين. . ظرفاء المدن ونجوم المجتمعات يُفترض أن يقدموا للناس المفيد دائماً وأن يكونوا قدوة للشباب والصغار، لكن ما يحدث عندنا عكس ذلك تماماً. . وها هو كمال آفرو – الذي تعلو وجهه تكشيرة دائمة ولا يبدي أدنى اهتمام بمظهره العام- يقدم واحداً من أسوأ النماذج في هذا الجانب. . ولا أدري كيف نطلق على شخص دائم (التكشير) لقب (ظريف مدينة)، وهذا يذكرني بتعليق لأخي الأكبر عوض قسم السيد (جولط) على مطرب حين كنا نتابع إحدى قنواتنا السودانية من منزله بمسقط، وهو يقول " فنان شنو ده الصاري وجهه طول الوقت). . وللأخ عوض الحق في تعليقه، فالمطرب المقصود نادراً جداً ما (يفرد وجهه) للناس. . حديث كمال آفرو عن الثراء الفاحش و(البوبار) والاصرار على عدم تزويج بناته إلا للأثرياء يعكس تسطيحاً غير عادي وفهماً قاصراً لا يستحق أن يُنشر هكذا على الملأ. . لكنه إعلامنا الذي لا يعرف بمن يحتفى ولمن تُتاح مساحات الظهور. . قبل فترة نشرت على صفحتى في الفيس بوك وعلقت على فيديو للحكم السابق درمة الذي كثيراً ما احتفت به قنواتنا أيضاً بوصفه واحداً من ظرفاء المدينة المفترضين. . وقد رأينا كيف هدم درمة في ذلك الفيديو القيم واعترف صراحة بعدم نزاهته ك (قاضي جولات) كما يردد المعلق المخضرم الرشيد بدوي عبيد (عافاه الله ورده للوطن سالماً). . واليوم نحن بصدد هدم جديد للقيم من بطولة كمال آفرو. . فإلى متى سيظل إعلامنا واجهة لنشر وبث الغثاء، بدلاً من نشر القيم وتسليط الضوء على ما ينفع الناس! . دي عيديتكم لأهل السودان يا ناس قناة الهلال!!