أغرب شئ في ساحة الفكر السودانية على الدوام يشغلها الحديث عن الديمقراطية و يظهر في حديث نخبها ما تجسده محاولاتهم البائسة للخروج عن عجزهم البائن في انتاج فكر يقود لتحقيق الديمقراطية الليبرالية بشقيها السياسي و الاقتصادي إلا أن ضحالة فكرهم يمكنك أن تستخدمه كمؤشر على ضلال النخب السودانية و بعدها عن ساحة الفكر الليبرالي و غياب أدبيات العقد الاجتماعي التي تتخذ من معادلة الحرية و العدالة مؤشر يدل على قدرة الشعوب في تحديد أفقها الذي لا يمكن تجاوزه فيما يتعلق بتحقيق معادلة الحرية و العدالة و هي نقطة المنطلق و نقطة الوصول لتحقيق فكرة أن الحرية قيمة القيم و لا يمكن تحقيقها عبر ما هو سائد في أفق أحزابنا السودانية التي يسيطر على فكرها متحجر الايديولوجيات أو فكر لا يجسد غير وحل الفكر الديني في أحزاب سودانية و مفكريين سودانيين لا يستطيعوا التفكير خارج حقل مغنطيس الفكر الديني. لذلك تجد عندنا أحزاب اللجؤ الى الغيب في طائفية بليدة تمجد الامام و مولانا و سلفية و حركة اسلامية و نسخة شيوعية سودانية تجسيد لدين بشري لا يقبع تحت نيره غير ميت الشعور في أصراره تخليد و تأبيد المرفوض من فكر السرديات الكبرى وبين المرفوض من السرديات الكبرى ماركسية ماركس و عقد هوبز و لأنهما لا يفتحان الا على نظم شمولية قد عافتها النفس الانسانية التوّاقة لفكرة الحرية و العدالة. يغيب عن الطائفيين و أتباع الحركة الاسلامية و أتباع الايديولوجيات المتحجرة فكر العقد الاجتماعي في انتصار الكانطيين الجدد و عودة علم اجتماع منتسكيو و عقد اجتماع جان جاك روسو و أفكار توكفيل في الديمقراطية و آخر البحوث عن فكرة تأبيد العقد الاجتماعي نجده في فكرة نظرية العدالة لجون راولز و قل أن تجد من يتحدث عن أدبيات الفكر الليبرالي في السودان وسط النخب و رغم ذا يتحدثون عن الديمقراطية و يريدون تحقيقها بتأبيد أفكار المثقف المنخدع بماركسية ماركس أو بفكر ديني انتصرت عليه أفكار الكانطيين الجدد و غياب أفكار كانط عن فكرة أن الدين يبدأ بعد حدود العقل كخاضع لسلطان العلم يجعل الساحة مفتوحة لأفكار النور حمد في أوهامه عن فكرة المؤالفة ما بين العلمانية و الدين و النور حمد لا يختلف عن المفكرين السودانيين و عجزهم عن فهم تحول المفاهيم فيما يتعلق عن مفهوم الدولة الحديثة و عن مفهوم السلطة فلا يختلف النور في محاولته البائسة في مؤالفته ما بين العلمانية و الدين أو فكرة مصالحة الاسلاميين كما طرحها و هو لا يدري بأنه قد أفقد نفسه أهم هالة في بحثه عنها و هي لهاثه بأن يقدم نفسه كمفكر و للأسف يمكنه تحقيق ذلك على إطار المحلي بين النخب السودانية الكاسدة و لكن مقارنة مع مفكري العالم الخارجي فأنه قطعا خارج النموذج. و طرح النور حمد الاخير في مصالحة الاسلاميين هو امتداد لغفلته عندما خدعهم الاسلامي خالد التجاني النور في لقاء نيروبي و معه كمال الجزولي في تلفيقه و توفيقه الكاذب كمرقّع ماهر و فكرة العلمانية المحابية للاديان و كان معهم من ضمن المخدوعيين رشا عوض و عبد العزيز حسين الصاوي و في لقاء نيروبي الفضيحة التي حاكها لهم الاسلامي خالد التجاني النور لكي يأخذ منهم شيك على بياض تتضح غفلة النخب السودانية و عدم قدرتها لفهم مجد العقلانية و ابداع العقل البشري و كيفية ترسيخ فكرة النزعة الانسانية بعيدا عن وحل الفكر الديني سواء وحل الفكر الديني الذي قد غرق فيه النور حمد بسبب جهله عن دين كانط و بغيره لا يمكن ان تتحدث عن ديمقراطية ليبرالية تجسد ليبرالية سياسية و ليبرالية اقتصادية. و النور حمد عندما يقول بأنه لا يؤمن بديمقراطية تحاكي ديمقراطية الانجليز و قد فشلت في السودان يتضح لك بأنه يجهل أدبيات الفكر الليبرالي و عقلانيتها التي يستدل براسماليتها عليها و قطعا يجهل النور حمد النظريات الاقتصادية و تاريخ الفكر الاقتصادي لذلك لا يخرج فكره قط عن وحل الفكر الديني مع حبة جراءة يدفعه إليها فقدانه لفن القراءة التي تؤسس للقطيعة مع التراث و نجد ذلك في محاولته اليائسة في التجاور و التساكن الذي يريد التنظير له في مؤالفة بايته ما بين العلمانية و الدين و هيهات حيث يجوز التجاوز للدين في فكرة تاريخية النص و ليس التجاور و التساكن مع الايمان التقليدي و التبجيل و التقديس نحن في زمن تاريخية النص و زمن التأويل المتجاوز و ليس التأويل الذي يفتح على التجاور و التساكن مع الايمان التقليدي و هذا لم يقدر عليه غير فلاسفة قد ورثوا من عقل الأنوار كحال بول ريكور في فكرة التأويل المتجاوز و ليس ذاك الباحث عن التجاور و التساكن و بول ريكور فيلسوف فرنسي مؤمن و لكن شتان ما بينه و النور حمد في مؤالفته ما بين العلمانية و الدين. و بالمناسبة النور حمد يفتقد لشجاعة الامام محمد عبده رغم أن محمد عبده و رغم محاولته لم يستطع الخروج من مفهوم الايمان التقليدي و لكنه في زمانه يعتبر متقدم على رجال الدين و خاصة عندما خاطب الأزهر عندما طلبوا منه أن يرجع لهم شهاداته التي نالها من الازهر و حينها كان رده بأنه أحتاج لعشرة سنوات لكي يكنس الوسخ الذي رسخه الأزهر في فكره فاذا أحتاج الامام محمد عبده لعشرة سنوات لكنس وسخ الأزهر من عقله فكم من الزمن يحتاج النور حمد ليكنس وسخ الفكر الديني الذي يريد أن يقدمه في مؤالفة ما بين العلمانية و الدين كما يظن؟ و بالمناسبة لو قارنت حال النور حمد مع فكر الامام محمد عبده المتقدم عليه تعرف أن مسيرة تحول المفاهيم بطيئة و كم تبعد عننا فكرة النزعة الانسانية المتجسدة في مجد العقلانية و ابداع العقل البشري المتحرر من كل فكر ديني أو على الأقل تتفهم بشكل جلي دين كانط حيث يصير الدين في مجرد حدود العقل و هنا قد حار عقل النخب السودانية و أنغلق على الفكر الديني و لم يستطع أن يجد للتفكير و اعمال العقل سبيل و هو تاه في متاهته لذلك تجد حيرة النور حمد و تجد كيف رمّد عبد الله على ابراهيم ركبتيه في سجم و رماد الاسلاميين مدمن لصحبتهم و قد كرمه كل من خالد موسى دفع الله و غسان علي عثمان و السر السيد. و ما عبد الله علي ابراهيم في تلفيقه الكاذب إلا ابن مطيع لتلفيق أستاذه عبد الخالق محجوب في بذره لبذرة التقاوى الفاشلة منذ منتصف الستينيات من القرن المنصرم في محاولة يائسة في تلفيق النخب السودانية و محاولة مصالحة الايمان التقليدي مع فكر عقل الأنوار و هيهات و قد انتجت علمانية محمد ابراهيم نقد المحابية للأديان في حوار الدولة المدنية و امتدت في الانتاج الفكري لكل من خرج من عباءة اليسار السوداني الرث كما نجدها في فكرة الحاج وراق و دعوته لمهادنة الطائفية و النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و كذلك نجدها في المساومة التاريخية في طرح الطامة الكبرى الشفيع خضر و هو يحاول مصالحة اليسار السوداني الرث و اليمين السوداني الغارق في وحل الفكر الديني و بديهي في وسط هذا الهرج لمفكري اليسار السوداني الرث غاب فكر الليبرالية الحديثة و غابت ادبيات فلسفة التاريخ الحديثة و غابت أفكار الكانطيين الجدد و غابت فكرة العقد الاجتماعي و كثر طرح نتاج اليسار السوداني الرث و أصدقاء الحزب الشيوعي السوداني بقرأءتهم الناعسة التي لم تقدم أي فكر جاد يخدم فهم فكرة تحول المفاهيم. و قد أصبح أكبر مفكر سوداني لا يخرج من إطار المحلي أما أن يكون مفكر على مستوى العالم فنجدهم خارج النموذج و لهذا نجد أن أكبر مثقفي النخب السودانية لم يدركوا بعد بأن فكرة العقد الاجتماعي في فكر عمانويل كانط و علم اجتماع منتسكيو و أفكار جان جاك روسو و ديمقراطية توكفيل و نظرية العدالة لجون راولز تطرح فكرة معادلة الحرية و العدالة و كلها قد أمّنت فكرة أن معادلة الحرية و العدالة تتفوق على ماركسية ماركس و قد رسخت طردية العلاقة ما بين الديمقراطية و الرأسمالية و عكسية العلاقة ما بين الرأسمالية و الشيوعية التي لا يؤمن بها غير المثقف المنخدع بماركسية ماركس و لكن هذا الفهم الذي يؤسس الى أن الليبرالية الحديثة بشقيها السياسي و الاقتصادي تحتاج لمفكرين على درجة عالية من التدريب على قراءة الاقتصاديين الفلاسفة مثلا و علماء اجتماع وصلوا لفكرة الشرط الانساني و هنا يكمن الانعتاق من فكر الأيديولوجيات المتحجرة و أحزاب اللجؤ الى الغيب في تمجيدها للامام و مولانا و الاستاذ. و بالتالي يتضح للقارئ المدرب بأن الحركات الاسلامية و أحزاب الطائفية و النسخة المتحجرة من الشيوعية السودانية لا تختلف أبدا عن نسختي الفاشية و النازية و لا تؤكد غير أن أفكار القرون الوسطى تصر على الظهور و تأبى أن تزول. لذلك عندما يطرح النور حمد فكرة مصالحة الاسلاميين هنا يقدم قدرة فهمه صادقا كقارئ غير مدرب يحتاج لسنيين لكي يكنس وسخ وحل الفكر الديني من رأسه على قول الأمام محمد عبده لأساتذة الأزهر. لذلك ياسر عرمان و نور حمد في اصرارهم على فكرة مصالحة الاسلاميين لا يمثلون غير الرفسة الأخيرة التي تسبق خروج روح كساد النخب السودانية المدمنة على الفشل. النور حمد ينطبق عليه المثل الذي ضربه السيد المسيح عندما قال انك لوقارنت نفسك بنفسك ستجد مقامك و ترضى أنك الأحسن أما اذا قارنت نفسك بالآخرين ستعرف ما هو موقعك الطبيعي مشكلة النور يقارن نفسه بنفسه كمفكر سوداني على اطار المحلي و لا يدري أنه خارج النموذج أذا ما قارناه بمفكري الخارج أصحاب فكرة النزعة الانسانية التي تكرس مجد العقلانية و ابداع العقل البشري و كما قلنا انها تحتاج للقارئ المدرب على فن القراءة التي ترسخ للقطيعة مع التراث أما النور حمد الترابي فلم يزل يخدم الترقيع و التلفيق و التوفيق الكاذب ما بين العلمانية و الدين و هيهات و كأنه يريد أن يقول لنا بأنه أذكى من هابرماس في ترسيخه للدين الكانطي في عقله التواصلي و قد تجاوزت فيه البشرية في مسيرة نشؤها و ارتقاءها كل من العرق و الدين و يريد أن يقول لنا لا يجوز الحديث عن التجاوز بل يجب تأبيد فكرة التجاور و التساكن مع الايمان التقليدي و هيهات. ما يدل على غياب فكرة تاريخية النص عند النور حمد نجده دوما يتحدث عن المؤالفة ما بين العلمانية و الدين على اطار النخب المحلية السودانية في زمن تتحدث فيه النخب على أطار العالم أجمع عن فكرة الايمان الحر أو ما بعد الملة كما نجده في كتاب الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني و كذلك نجد النور حمد يتحدث عن المؤالفة مابين الاشتراكية و الليبرالية في الكتاب الذي حرره الكاتب المحترم صديق الزيلعي بعنوان هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟ نجد النور حمد أيضا قد تحدث عن المؤالفة مابين الاشتراكية و الفكر الليبرالية بشكل يدل على أن الرجل يجهل أدبيات الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي مما يجعله يطرح طرح على اطار المحلي السوداني يبدو مفكرا لا يشق له غبار أما على إطار العالم الخارجي فأنه يقدم ما يفضحه من فكر ضحل غابت عنه فكرة فن القراءة التي تتحدث عن فكرة القطيعة كما نجدها في فكر الفرنسي كلود لوفورت و غيره كثر من الفلاسفة الذين يتحدثون عن القطيعة مع التراث و نجدها في أفكار مفكريين عرب أقرب الى ساحتنا السودانية لكنهم بفضل اجادتهم لفن القراءة قد انتبهوا لما قدمته مراكز البحوث من مفاهيم ناتجة من معرفة ديناميكية الظاهرة الاجتماعية و ما ترتب عنها من تحول المفاهيم فيما يتعلق بمفهوم السلطة السابقة لظهور الأديان. لذلك قد أيقنوا بأن المجتمعات تؤسس على الأخلاق و ليس على الدين من ضمنهم عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي و عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب و الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني و محمد أركون و ما يميزهم عن النور حمد أنهم جميعا كانوا ملميين بكيفة تحول المفاهيم مقارنة بالنخب السودانية التي مازالت متأخرة بما يقارب الثلاثة عقود مقارنة بالعالم العربي و مفكريه فما بالك اذا ما قارناهم بفكر ورثة عقل الأنوار و دليلنا على ذلك احتفاء النخب السودانية بكتاب ادورد سعيد أي كتابه الاستشراق في وقت أن ادورد سعيد نفسه بعد خمسة عشرة سنة قد اعتذر عنه بل في آخر جهوده قد رجع الى فكرة النزعة الانسانية في كتابه الأنسنة و النقد الديمقراطي كما تراجع ميشيل فوكو عن أفكاره التي تدعم أفكار ما بعد الحداثة و عاد مدافع عن عقل الأنوار و أفكار الحداثة. و هنا سوف أورد اعتذار ادورد سعيد عن كتابه الاستشراق "اسمحوا لي بدايةً أن أعبّر عن أكبر أسف لي وهو أن كتابي هذا فُهم على أساس أنه معادٍ للغرب بأكمله. فما إلى هذا قصدت. لقد اعتقد أصحاب هذا التفسير الخاطئ أني أعتبر الاستشراق صورة مصغرة عن الغرب كله. وانطلاقاً من ذلك استنتج هؤلاء أني أعتبر الغرب في كلّيته بمثابة عدو للعرب والمسلمين، إلخ... وأخيراً استنتج هؤلاء ما يلي: أن نقدي للاستشراق يعني دعم الإسلاموية أو الأصولية الإسلامية" و هذا مأخوذ من مقال لهاشم صالح بعنوان هل اعتذر ادورد سعيد؟ لمن يريد أن يتطلع على المزيد فيما يتعلق عن اعتذار ادورد سعيد عن كتابه الاستشراق و نكرر أن نخبنا السودانية ما زالت مصرة على الاحتفاء بكتاب اعتذر عنه صاحبه لا لسبب غير اصرارها على الكساد الفكري.» و الغريب اذاما قارنا فكر النور حمد مع فكر الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني نجد أن فتحي المسكيني في تعليقه على جهود الاستاذ محمود محمد طه قد وصل الى ان الاستاذ محمود محمد طه قد وصل الى فكرة تاريخية النص فكيف توصل فتحي المسكيني الى تقيم فكر الاستاذ محمود محمد طه بمقاربة تقربه من ماهو أقرب الى ما توصلت إليه مراكز البحوث و تغيب عن النور حمد كتلميذ للأستاذ و هنا يظهر لك مسألة غياب المنهج عند النور حمد و ترسخها في فكر الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني لذلك نجد أن فتحي المسكيني يتحدث عن الايمان الحر أو ما بعد الملة و النور حمد يتحدث عن مصالحة الاسلاميين و يبدو الفرق الشاسع ما بين الثرى و الثريا. على العموم لم يكن الفكر يوم لعب عيال و على النخب السودانية ان تستعجل على جسر الهوة ما بينها و بين مفكري العالم و من يريد أن يعرف صعوبة المهمة عليه متابعة كيف يبني المفكريين مناهجهم في سبيل الوصول الى فكر يستطيع تفسير الظواهر الاجتماعية في وقت قد أصبحت فكرة العيش المشترك تفرض علينا أن لا سبيل غير افتراض عقلانية الفرد و اخلاقيته كما يؤكد كل من منتسكيو في علم اجتماعه و عمانويل كانط في فلسفته فالمجتمع يؤسس على الاخلاق و ليس على الأديان و على النور حمد أن يتذكر مقولة ماكس فيبر بأن البشرية قد وصلت الى فكرة زوال سحر العالم أي أن الدين مع الايمان التقليدي القائم على التقديس و التبجيل لم يعد كجالب لسلام العالم لذلك لم يكن عمانويل كانط مخطئ عندما تحدث عن الدين في مجرد حدود العقل و من حينها قد أصبح الانسان عقلاني و أخلاقي. ما يهمنا و يجب أن أنبه القارئ المحترم بأن هناك كساد فكري مخيم على مشهد الفكر السوداني و قد جعل الكساد الفكري في السودان ساحة الفكر السودانية طاردة بسبب اصرار بعض الكتاب السودانيين و قد ظهروا على مسرح الاحداث منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم إلا أنهم لم يقدموا غير بايت الأفكار و قد حانت اللحظة التي يمكننا أن نقول بسببهم قد تأخرنا فيما يتعلق بالفكر ثلاثة عقود حتى مقارنة بساحة العالم العربي و الاسلامي المتأخر أصلا بقرون عن فكر الأنوار و ما أصعب المهمة في تجسير الهوة ما بيننا و بين عقل الأنوار و عليه يجب تنبيه القارئ أيضا بأن مثل هذه الدعوات الباطلة كمصالحة الاسلاميين ستتكرر من نخب السودان الفاشلة و هي دعوات لا تخرج إلا من فم مهزوم مأزوم لا يعرف كيف ينتصر للحياة لأن في عمق دعوتهم لمصالحة الاسلاميين لا يكمن غير الخواء فلا تفتكر أيها القارئ بأن دعوة النور حمد لمصالحة الاسلاميين ستكون آخر الآلام لكم بل انها مبتدأ الأوجاع و سيسقط كثر الى أن يحين زمن التفريق ما بين القمح و الزوان كما يقول السيد المسيح و ما أكثر الزوان في حقول الفكر السوداني و قد امتلاءت بالنخب الفاشلة.