هي من بعض سلوكيات المشروع الحضاري الشائنة ، تجنيب المال العام بعد جمعه بذرائع مختلفة ، منها ( القومة) لاعمار كردفان أو انشاء طريق التحدي وأحدثها نقلا من السلف السئ (القومة لدارفور) ، في فقه المالية العامة لا تحصل اكتتابات من الجمهور الا بقانون ، في معظم مناطق الخليج حتي التبرعات لنصرة فلسطين أو الاقصي لا تجمع من المصلين في المساجد الا بموافقة السلطات ، في فقه المشروع الحضاري تكفي نقطة ارتكاز تقيمها مجموعة جنود في الطريق العام تجمع فيها ملايين الجنيهات وتذهب المجموعة بالنصيب حقا خالصا. التعامل في السودان مع جمع المال من الجمهور بلا موافقة السلطة التشريعية يؤدي الي استسهال صرفه بذات الطريقة ، آفة الخدمة العامة في السودان خلال عهد الاخوان هو حركة التعامل في المال العام وللأسف تركه نظام الانقاذ ارثا استحسنه بعض من أوليناهم الخدمة العامة ، بقصاصات ورقية يتم تجنيب أموال بالعملة الحرة وتخصيصها لأغراض تمويل المؤتمر الوطني ، ذات القصاصات من نافذ الي مدير بنك تجاري تمنح ناشط أخواني قرض لإقامة قناة فضائية أو استيراد سفن محملة بالوقود في مرابحات صورية. مظاهر الغيرة والفروسية التي تظهرها بعض قيادات الخدمة العامة اليوم لإطلاق تعمير دارفور، تخرج عن أدبيات وبروتكول ادارة دولاب العمل العام ، هي فوضي في مرفق عام يتبعها استخدام غير مرشد للأموال التي جمعت ، وضع الضوابط والتقيد بالأنظمة المالية هو لحماية المال العام ، الموظف العام أمين علي المال العام ،يجمعه وفق ضوابط عامه ويتصرف فيه موظف عام غيره بمنهج محدد ، ذهبت الترتيبات في ادارة المال العام الي الفصل بين السلطات التي تجمع المال العام وبين تلك التي توجه بصرفها لضمان حسن الادارة وتقف بينهما سلطة تشريعية تجيز وتراقب. ربما تعددت التبريرات عند تجنيب المال العام وتزيينها ، لكن ذات الجهات يتغير تصرفها حال وضع الاموال في حوزتها ، للمال السائب القدرة علي دغدغة الاحاسيس ومنح الشعور بالقوة وهذه ملاحظة خاصة اشرككم فيها ، السكوت عن تصرف موظف عام لإظهاره عواطف فرحة لجمع المال لاعمار منطقة ما ربما تعتريه نوبة غضب علي جهة أخري فيحبس عنها خدمة ما ، ما خبرناه في السودان هو أن جمع المال العام بغضبات مضرية وغيرة ( أخوان فاطنه ) يذهب بالمال المتجمع أيضا في لحظات تجلي مغايرة الي أغراض أقل ما يقال عنها أنها تهبط بالطموحات الي أسفل درك. رفقا بقارورة المال العام في السودان ، فعلي الموظفين العموميين مراعاة أخلاق المهنة وتجنب تخطي الحدود بمبرر أن ذلك الموظف العام أكثر غيرة علي تنمية دارفور من كل جموع الشعب السوداني الذي جاء بثورة ديسمبر2018م. فليترك الموظف العام عواطفه جانبا عند اداء الوظيفة المكلف بها ، ذلك ما يعرف بأداء الاعمال باحترافية وعملا بأخلاق المهنة أو كما نقول في السودان ( خلي عندك برود انجليزي).