قبل أكثر من خمس سنوات من الآن عقدت وزيرة التربية والتعليم في العهد المباد سعاد عبد الرازق مؤتمراً صحفياً تحدثت فيه بصورة غير واضحة عن عودة وشيكة للمرحلة المتوسطة قريباً دون الخوض في تفاصيل أخرى، وكان المؤتمر عبارة عن جس نبض للمواطن السوداني الذي جنى ثمار سلبيات نظام التعليم الأساسي الذي خلط بين تلاميذ صغار ومراهقين مما نال سيلاً من الانتقادات من قبل خبراء وتربويين حتى الدول العربية أشارت إلى أن التعليم الأساسي قلَّص سنوات الدراسة إلى عام وبسببه صار التعليم العام بالسودان أعرج لتأتي وزارة التربية والتعليم هذا العام وفي عهد الحكومة الانتقالية لتعلن عن عودة المرحلة المتوسطة مجدداً. (30) يوماً على العام الدراسي ولكن : ووفق التقويم الدراسي لوزارة التربية الاتحادية فإن العام الدراسي سينطلق في الخامس من سبتمبر المقبل وتواترت الأنباء أمس عبر تصريح صادم من قبل مسؤولي الوزارة مفاده أن المنهج الجديد لم يطبع بعد وألجمت الدهشة أولياء الأمور الذين كثرت استفساراتهم عن عودة المتوسط. وزراة يتيمة: ظلت وزارة التربية والتعليم ردحاً من الزمان رهناً لمحاصصات سياسية وتقسيم الكيكة لترضية الأحزاب والحركات الموقعة على السلام دون الالتفات إلى أًهميتها وصار دمها متفرقاً بين الأحزاب في حين أن أمر التربية والتعليم كان ينبغي أن يترك لخبازيه وأن سقطات كثيرة تمت إبان السنوات الماضية والسبب يرجع إلى عدم اختيار الوزير المناسب في المكان المناسب حتى يومنا هذا فإن وزارة التربية والتعليم بلا وزير وتدار عبر الوكيلة، والعام الدراسي على الأبواب والوزاراة في أمس الحاجة إلى وزير لأنها تمر بمرحلة حرجة وضبابية في شأن عودة المتوسطة. الزي الجديد: الحيرة تلف أوجه أولياء الأمور بشأن المتوسطة، فهل سيتم تفصيل زي جديد للمرحلة المرتقبة أم سيمر الوضع عما هو عليه خاصة وأن هناك تحفظات على الزي القديم المرَّحل من عهد الإنقاذ المباد. ربكة شديدة: ويرى خبراء في إدارة التعليم أن الحاجة لمباني جديدة لطلاب المتوسطة ستكون بعد عامين من الآن كما أن الوزارة لم تصدر قراراً رسمياً بعد من شأنه تحديد شكل المباني والمقار وسط دعوات برزت هنا وهناك بإرجاء الأمر عاماً آخر لمزيد من التجويد. مذكرة عاجلة لمجلس الوزراء وتعتزم اللجنة التسييرية لاتحاد أصحاب المدارس الخاصة رفع مذكرة عاجلة لمجلس الوزراء تحتوي على جملة من المقترحات بشأن بداية المرحلة المتوسطة العام الدراسي المقبل، وقال رئيس اللجنة بهاء الدين سيد أحمد ل(اليوم التالي) إنهم كأصحاب مدارس خاصة لم يتلقوا حتى الآن إخطاراً رسمياً من قبل وزارة التربية والتعليم بشأن العودة للمتوسطة، لافتاً إلى أنهم يسمعون ويرون ذلك لما يرشح عبروسائل الإعلام، جازماً بأن المنهج الجديد للمرحلة المذكورة لم تتم طباعته حتى الآن ويأتي حديث سيد أحمد في أعقاب تصريح صادر من مسؤول كبير بوزارة التربية الاتحادية أقر فيه بأن الوزارة حتى يومنا هذا لم تطبع منهج المتوسط، وكذلك غرفة الطباعة مما أربك الشارع أمس الأحد وأبدى أصحاب المدارس الخاصة قلقهم من تكرار سيناريو العام المنصرم الذي شهد تأجيل العام الدراسي مراراً وتكراراً بسبب عدم توفر الكتاب المدرسي، وطالب بهاء الدين وزارة التربية والتعليم باتخاذ ما سمَّاه القرار الشجاع لتأجيل العام الدراسي بالمرحلة المتوسطة لحين اكتمال الجاهزية، مشيراً إلى أن أمر المباني ليس فيه إشكالية باعتبار أن الحاجة لفصول جديدة ستكون في العامين القادمين مقدماً روشتة مقترحات أبرزها استمرار العمل بالمقررات القديمة مع إعداد نشرات للحذف والتعديل عبر إدارة المناهج. في انتظار الجديد يعوِّل الكثير من الخبراء على عودة المتوسطة لمسح الصورة المشوهة لمرحلة الأساس التي عدوها بأنها كانت ظلامية وعبارة عن حشو في المواد والكتب التي أدت إلى إصابة المئات من التلاميذ بآلام الظهر رغماً عن التحذيرات الطبية التي دعت إلى نقص حجم الشنطة المدرسية فضلاً عن إضافة مواد تحرِّض الأطفال على القتال والجهاد والتي سماها بالمواد "الكيزانية". اليوم التالي