دهشت أيما دهشة وانا أقرأ البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السودانية متدخلا في شأن يخص الولاية الشمالية التي مارست واليتها صلاحياتها بنزع الأراضي غير المستصلحة الممنوحة لأفراد وشركات ودول إقليمية كذلك، حيث جاء البيان وكأنما من يحكمنا هو المخلوع نفسه وكأنما لم يتغير شيء حيث السلطة المركزية القابضة التي تفعل ما تريد دون النظر لمصلحة الولايات وانسانها ودون إحترام لوالية الشمالية الدكتورة آمال محمد عز الدين، حيث قالت الخارجية في بيانها : (على خلفية القرارات التي أصدرتها سلطات الولاية الشمالية والمتضمنة إلغاء تخصيص المساحة الزراعية المخصصة لمملكة البحرين الشقيقة (مشروع خيرات البحرين) والتي جاءت في إطار متابعة مشاريع الإستثمار الزراعي التي لم يتم إستثمارها أو استغلالها في الولاية، تود وزارة الخارجية أن تفيد بأنها راجعت مع سلطات الولاية القرار حتى تم إلغاؤه من منطلق العلاقات المتميزة مع مملكة البحرين الشقيقة أولا، وتأكيدا على إيلاء حكومة الفترة الإنتقالية الأولوية القصوى لمشروعات الأمن الغذائي العربي والتكامل الإقتصادي ثانيا، ومع مملكة البحرين الشقيقة بشكل خاص. كما تعبر الوزارة عن إهتمامها العظيم بتعزيز العلاقات المتينة مع مملكة البحرين الشقيقة، مؤكدة بذل كل ما من شأنه تعزيز التعاون المشترك تلبية لطموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين. وفى إطار سياسات الدولة الرامية لإستقطاب الإستثمارات العربية والأجنبية، تؤكد الوزارة إستمرار جهودها بالتنسيق مع كافة الجهات لإنفاذ انفتاح البلاد على العالم والانطلاق إلى آفاق أرحب في مجال الإستثمار)، وهو بيان أقل ما يقال عنه أنه امتداد لكل ما كان يفعله المخلوع حتي لحظة سقوطه الداوي في أبريل المجيد، وإن نظرنا للبيان من حيث صياغته وكلماته فهو لم يشر من بعيد أو قريب لمصلحة مواطن الولاية الشمالية من هذه العطية المجانية حتي الآن، فضلا عن أنه لم يخبرنا كيف ستتم زراعة هذه الأرض البالغة 100 ألف فدان وهي من اخصب الأراضي الزراعية بالبلاد والتي ستستنزف كميات كبيرة من المياه الجوفية بالمنطقة إن تمت زراعتها من قبل مملكة البحرين بالاعلاف كما هو متوقع، ولك أن تعلم أيها المواطن أن هذه الأرض التي اعادتها الخارجية للبحرين كان وزير الزراعة البحريني قد كتب عبر حسابه وحساب وزارته مشيرا لها أن مملكة البحرين (امتلكت) بالسودان 100 ألف فدان ستقوم باستثمارها قريبا فى أواخر عهد المخلوع، لا تندهش فقد كان المكتوب فى العام 2018م بموقع وزارة الزراعة بمملكة البحرين امتلاك وليس إستثمار ويمكن الرجوع للموقع لمن أراد التأكد من ذلك، فهل تعمل حكومة الثورة المجيدة على إكمال الاتفاقات التي قام بابرامها المخلوع دون مقابل للبلاد وأخذ عليها تحت الطاولة عمولات كبيرة مثل التي وجدت بغرفة نومه لحظة القبض عليه؟، وسؤال آخر لماذا تقوم الخارجية بالتدخل فى هذا الشأن وليس وزارة الزراعة بالبلاد أم أنها تريد أن تسير على خطى البرهان بمنحه الأتراك مليون فدان أيضا في زيارته الاخيرة؟. يؤسفني جدا أن اقول : ما أشبه الليلة بالبارحة وإن ما حدث لا يخرج عن احتمالين اما أن تكون حكومة الولاية الشمالية قد اخطأت في قرارها بالغاء تخصيص المساحة الزراعية لصالح دولة البحرين حسب القانون، أو أن وزارة الخارجية تتدخل في الصلاحيات وتقفز على القانون وتدافع عن البحرين قبل السودان وتضع مصلحتهم فوق مصلحة مواطن الولاية الشمالية بإسم التكامل والأمن الغذائي العربي، وهي نفس ممارسات النظام البائد الذي أعطي دولا كثيرة ملايين الافدنة لزراعة العلف في مناطق مختلفة من البلاد دون وازع من وطنية أو ضمير ينبغي أن يتميز به الحكام، لذلك نتمني من رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة التدخل مع لمراجعة هذه الاتفاقيات المضرة بالاقتصاد الوطني والعمل على جعل الزراعة عماد الإقتصاد ودعمها فنيا بدلا عن توزيع أراضينا على البلدان وتركها تزرع بها ما تريد دون فائدة تعود على البلاد والعباد. الجريدة