كل همنا كسودانيين ان نعيش عصرا نتمتع بكل الحريات العامة سياسية واجتماعيه واقتصادية وغيرها. وحتي نكون كغيرنا من الامم حرة يسودها العدل . وكم نتمني كذلك ان نكون سعداء و أغنياء وأصحاء . وان يتحسن نصيبنا في الحياة ، وهذه هي الحرية التي ننشد وليس حرية (الشو ) والفخر التي تروج لها الانظمة الشمولية. فيا ترى ماذا تعني كلمة حرية في مفهومنا البسيط. فالحرية تعني لنا الكينونة. وحقا فهي كانَ يَكُون، كُنْ، كَوْنًا وكِيانًا وكَيْنُونَةً، فهو كائِن. فالحرية هي ان اكون والإسلام قد جعل الحرِّيَّة حقاً من حقوق الانسان الطبيعية. فلا قيمة لحياة الإنسان بدون حرية. وحين يفتقد المرء حريته يموت داخلياً. وإن كان في الظَّاهر يعيش ويأكل ويشرب ويعمل ويسعى في الأرض. والإسلام قد عظم من شأن الحريَّة، وقد قالها الفاروق ( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) . فلا يجور كبت حرية انسان بأي حال من الاحوال. ولنعلم ان الإسلام لم يقر الحريَّة لفرد على حساب جماعة. كما انه لم يثبتها لجماعة على حساب فرد. ولكنَّه وازن بينهما فأعطى كلاً منهما حقَّه. وفي السودان وهذا ما يهمنا فانه لا خلاف بيننا حول الكثير من الحريات. فلقد ظللنا ننعم بكل الحريات منذ نعومة الاظفار. وكل سوداني يعرف حدود حرياته التي تتنهي عند حرية الآخرين. وقد ظلت الحرية تحفظ كرامة كل سوداني. رغم ما كان يمارس قديماً من رقّ وعبودية بسبب الفقر والجهل، قكانت حرية التملك. وكانت حرية التنقل. وكانت حرية التعبير. وكانت حرية التعلم. وكانت الحرية السياسية. وكانت حرية العمل. وكانت حرية الزواج. وكانت حرية المسكن. وكانت الكثير من الحريات الشخصية الاخري. وفقط افتقد السودان في عهد الكيزان الاسود (حرية الاعتقاد) والتي يقصد بها اختيار الإنسان لدين يريده بيقين. او عقيدة يرتضيها عن قناعة. ودون أن يكرهه عليها شخص آخر . وقد قال الله تعالى:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)يونس:99. فكانت حرب الجنوب اللعينة. وكان التحريض علي اخراج الجنوبيون (الكفار ) حسب اعتقاد الاسلاميين. وكان فصل الجنوب. فافتقد السودان ركنا هاما من اركان حرية الانسان. وان كانوا قد عصوا الرَّسول الكريم بفعلتهم حيث أعطى الرسول اليهود عهد أمان في المدينةالمنورة، وخالفوا كذلك نهج الفاروق الذي كتب لأهل إيلياء " القدس" معاهدة جاء فيها:(هذا ما أعطاه عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً على أنفسهم، وكنائسهم، وصلبانهم، لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من غيرها، ولا من صلبانهم، و لا يكرهون عن دينهم، ولا يضارَّ أحد منهم). وحتي بعد الثورة نري نفس الجماعات المتخلفة وهي تكفر حكام الثورة بحجة انهم قد ارادوا لحرية الاعتقاد ان تعود للسودان. وظني انهم لن يفلحوا في ذلك ومجتمع السودان مجتمع متنوع الاديان.