ذكرت وزارة الصحة الاتحادية في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي واليونيسف أن (3) ملايين طفل في السودان دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، ووفقًا لنتائج مسح التغذية لعام 2008، فإن معدلات سوء التغذية الحاد والمزمن لا تزال مصدر قلق خطير للصحة العامة وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، حيث ينتشر الهزال بنسبة تفوق 13%، والتقزم بأكثر من 36% وأشار البيان إلى أن 26% فقط من الأطفال يرضعون رضاعة طبيعية، ولا يحصل سوى 24% من الأطفال على وجبات مناسبة ووجبات غذائية متنوعة، 36% من الأطفال ليس لديهم عدد وجبات كافية! السيد رئيس الوزراء.. بعيدًا عن اللغة الأممية المحسنة، فإن أطفالنا يواجهون الجوع، هو الذي يقود إلى تلك الأوضاع التي كشف عنها البيان أعلاه، والوضع متفاقم، ومن المؤكد أن حياة الأطفال تشهد كل يوم تراجعًا بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية المنتجة محليًا التي تشكل الغذاء الرئيس للفقراء وأطفالهم، لذلك لا بد من التدخل العاجل من قبل الحكومة بتخصيص موارد مالية وعينية عاجلة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية عبر الوحدات الصحية، فمن المعلوم أن اليونيسف تقدم وجبات جاهزة للأطفال، لا يكفي ذلك لا بد من جهد حكومي واضح ومقدر يحدث فرقًا في وضع وحياة أطفالنا في مدى معلوم.. حان الوقت لأن يتمتع أطفالنا بحقوقهم المضمنة في الوثيقة الدستورية، ولا معنى للحديث عن أي حق مدني وهم يعانون الجوع، وإمكانية التدخل وافرة نحن بلد يملك الموارد المالية والغذائية والطاقات كل المطلوب توجيهها وجهتها الصحيحة، ويستدعي ذلك إعادة ترتيب الأولويات وتوجيه المخصصات المالية والامتيازات التي تحظى بها القلة دون وجه حق. إن حماية أطفالنا هي الأولوية ولا بد أن يكون ذلك في مقدمة كل البرامج الاجتماعية والتنموية، وبتخصيص الموارد والإشراف على تنفيذها بدقة، حتى تغير في أوضاع الأطفال خاصة في المناطق البعيدة داخل الريف السوداني المهمل، الذي يكدح وينتج الخيرات ثم لا تعود عليه الفوائد لا اقتصاديًا ولا اجتماعيًا، معادلة مختلة لا بد من تصحيحها وعماد ذلك حقوق الأطفال.. الميدان