اعلنت وزارة الصحة الاتحادية أمس، تدشين آلية المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد لمقابلة 60 الف طفل مصاب بالمرض، يمكن علاجهم في العام الحالي، وهو ضعف القدرة السابقة على العلاج . وقال بيان لليونسيف امس، انه منذ بدء تطبيق المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد في دارفور في عام 2001،تم علاج ما يزيد على 100 الف طفل يعانون من المرض. واكدت اليونيسف انه باستخدام طريقة المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد ، يمكن علاج معظم الأطفال المصابين بسوء التغذية شديد الحدة في منازلهم مع مكملات غذائية أساسها الفول السوداني، تحتوي على نسبة عالية من البروتين ومن الطاقة العالية، وتعرف هذه المكملات باسم الغذاء العلاجي الجاهز للإستعمال، ما يعني أن الأطفال وأسرهم لن يضطروا إلى الذهاب إلى المستشفيات التي عادةً ما يصعب الوصول إليها، أو إلى مراكز التغذية العلاجية لرعاية المرضى النزلاء ،ما لم تكن هناك ضرورة تمليها مضاعفات صحية. واعلنت المنظمة نشر هذه المقاربة أولاً في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأزرق وجنوب كردفان، ثم يلي ذلك نشرها في ولايات أخرى. واعتبر ممثل اليونيسف بالسودان نيلز كاستبيرج ، «أن هذه الطريقة في علاج سوء التغذية الحاد هي وسيلة سريعة وبسيطة وآمنة لإنقاذ أرواح الأطفال»،مبيناً ان سوء التغذية يسهم في حدوث 60 بالمائة من الوفيات بين الأطفال الذين يتوفون جراء مرض يمكن الوقاية منه في السودان. وشددت المنظمة على أن التزاماً مالياً حقيقياً تقوم به الحكومة للاستثمار في هذه المنطقة يمكن أن يسفر عن نتائج مذهلة خلال فترة زمنية وجيزة». ويوجد في الولايات الشمالية ما يقدر ب 210 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد،ووفقاً لأحدث التقديرات تسهم الإصابة بسوء التغذية لدى الأمهات والأطفال في أكثر من ثلث الوفيات. الى ذلك، كشفت مصادر مطلعة ل»الصحافة» عن ارتفاع حالات سوء التغذية الحادة وسط اطفال نازحى معسكرات مرشينج الى (500) حالة ، وارجعت الامر الى عدم صرف المواد الغذائية لاكثر من اربعة شهور. وقال عدد من النازحين ان القرار الصادر من منظمة برنامج الغذاء العالمى القاضى بإيقاف صرف الغذاء بمعسكرات شمال نيالا (دمة ،منواشى ،مرشينج،كرم جى) تسبب فى امراض سوء التغذية بالمعسكرات ولاسيما وسط الاطفال ، مشيرين الى ان مركز التغذية بالمنطقة غير قادر على استيعاب الاطفال وتقديم العلاجات لهم، الامر الذى زاد من حدة انتشار المرض. واكدت المصادر ان المنطقة تمر بفجوة غذائية كبيرة بسبب شح الامطار الى جانب ضعف القدرة على حصد المحاصيل الزراعية بمناطق (دقلاس، مسكو ، تفة ، تبلدينا ، ردار ، كلبر ، كرتوك، جنقة)، نتيجة المعارك التي شهدتها تلك المناطق بين الحركات المسلحة، واشارت ذات المصادر الى ان الوضع الانسانى بالمنطقة ينذر بالخطر مما يتطلب التدخل العاجل لانقاذ حياة النازحين ومواطنى المنطقة التى تضم اكثر من 70 الف نارح.