أعلنت وزارة التربية والتعليم جاهزيتها لانطلاق العام الدراسي اليوم الاثنين، في وقت أكد فيه خبراء تربويون أن الوضع يؤكد أن الاستعداد لا يتجاوز ال(20%)، موضحين أن العام انطلق في ظل ظروف اقتصادية وأمنية سيئة جداً، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم حلها في بداية العام، يمكن أن تؤدي إلى فشل العام الدراسي . السيولة الأمنية خبراء تربويون أشاروا إلى أن حالة السيولة الأمنية من أكبر العقبات التي تواجه استقرار العام الدراسي، داعين الحكومة إلى حسم هذه المشكلة؛ لأنها ستعصف بالبلاد. وقالوا إن الطلاب أحياناً يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام، ويمكن أن يتعرضون إلى اعتداء من قبل المجموعات المتفلتة أثناء طريقهم من منازلهم إلى المدارس، خاصة في نهاية الدوام، وطالبوا الجهات المسؤولة بتأمينهم، مشيرين إلى أن لجان المقاومة بالأحياء يمكن أن يساهموا بشكل كبير في حماية الطلاب . آخرون أشاروا إلى أنه سيتم استغلال الطلاب في المظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة، منوهين إلى أنه سيتم استخدامهم من قبل السياسيين لتنفيذ أجندتهم، خاصة وأنهم في مرحلة عمرية تعجُّ بالنشاط، وحب المغامرة . مراكز إيواء السيول والفيضانات أصبحت من أسباب تعطيل العام الدراسي، عدد من المناطق التي دمرتها السيول تم نقل مواطنيها إلى المدارس، فأصبحت مخيمات لم يتم إخلاؤها حتى الآن، وفي بعض الولايات تسبب هذا الأمر في تعطيل العام الدراسي . من ناحية أخرى فإن أولياء الأمور يتخوفون من انهيار بعض المدارس على رؤوس الطلاب، فالأمطار أحدثت ضرراً بكثير من المدارس، مشيرين إلى حادثة وفاة (3) طالبات بأمدرمان بعد انهيار أحد الجدران . المرحلة المتوسطة خبراء تربويون أوضحوا أن المرحلة المتوسطة من التحديات التي تواجة العام الدراسي، مشيرين إلى أن بعض المدارس المتوسطة تم بيعها في عهد النظام السابق، ولم يتم استردادها حتى الآن، بالإضافة إلى عدم اكتمال طباعة الكتاب المدرسي، مؤكدين أن هذا الأمر يسبب مشكلة للطلاب، ولا يستطيعون متابعة الدروس بصورة مستمرة، وتخوفوا من عدم التزام الوزارة بطباعته خلال شهر من انطلاق العام الدراسي، وقالوا إن هذا الأمر سينعكس سلباً على أداء الطلاب في الفترة الأولى من العام الدراسي . تدريب المعلم مراقبون اعتبروا حديث الوزارة عن تدريب المعلمين على كتاب المرحلة المتوسطة (كلام ساي)، وأنه لم يتم تدريب عدد كبير ممن المعلمين حتى الآن، مؤكدين أن المعلم هو أساس العملية التعليمية، والسبب في إنجاح المرحلة الثانوية، بالتالي فإن تدريبه مهم، وكان يجب أن يتم هذا الأمر قبل وقت كافٍ من بداية العام الدراسي . آخرون أشاروا إلى أنه لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين للمرحلة المتوسطة، ويجب ألا يقتصر التدريب على معلمي الصف السابع والثامن فقط، ويجب أن يتم اختيار المعلمين من الفصول الأخرى إذا كانت لديهم الرغبة والقدرة على تدريس المرحلة المتوسطة . الإجلاس والاكتظاظ نقص الإجلاس المدرسي مشكلة لم تجد طريقها إلى الحل منذ سنوات، فبعض الطلاب يجلسون على الأرض، وآخرون على (طوبة)، وليس غريباً أن تجد الطلاب في بداية العام الدراسي يحملون (كرسي) وهم في طريقهم إلى المدارس، هذا المشهد يكون في وسط العاصمة الخرطوم، لذلك يتساءل الكثيرون إذا كان هذا حال الطلاب بالعاصمة، فكيف سيكون حال زملائهم في المناطق النائية؟ أولياء أمور طالبوا بضرورة معالجة مشكلة الاكتظاظ في المدارس، وما يترتب عليه من مشاكل صحية للطلاب، مشيرين إلى أن هذه المشكلة في بالمدارس الحكومية أكثر منها في الخاصة . مدير عام التربية والتعليم بولاية الخرطوم، محمد إبراهيم، أكد في تصريحات صحفية، أن التربية توصلت إلى تفاهمات مع شركة جياد، بتحويل كل الأموال الخاصة بالمسؤولية المجتمعية بالشركة للتربية والتعليم في قضية إجلاس الطلاب، معتبراً أن الخطوة ستسهم في حل مشكلة الإجلاس بصورة نهائية. معالجات مدير الشؤون الإدارية بوزارة التربية والتعليم الاتحادية، المعز فيصل، يذهب، في تصريح ل(السوداني)، إلى الظروف الطبيعية لبعض الولايات، وقال إن المرحلة المتوسطة والكتاب المدرسي تمت فيهما معالجات، وبعض الأشياء ستتم معالجتها في بداية العام الدراسي، مشيراً إلى أنه تمت طباعة (50%) من كتاب المرحلة المتوسطة، لافتاً إلى أن الكتب من الصف الثاني إلى الخامس ستصل إلى المدارس بعد بداية العام الدراسي، وتم عقد اجتماعات مع مديري التعليم بالولايات لهذا الأمر، وقال إن المقرر سيكون متاحاً في الموقع الإلكتروني للوزارة، والمناطق التي توجد بها مشاكل في شبكة (الانترنت) سيتم طباعة في مذكرات لها، منوهاً إلى أن هذا الأمر سيكون لعدد قليل جداً من الدروس لحين وصول الكتاب. فيصل أشار إلى أنه تم اللجوء إلى هذا الأمر؛ حتى لا يتعطل العام الدراسي، مشيراً إلى أن وزارة المالية ملتزمة بدفع رسوم الطباعة، وأنها دفعت حتى الآن ودفعت (17%) من تكاليف الطباعة . السوداني
