كل الدلائل والتصريحات خلال الأسبوع المنصرم تدل على أن إنقلاباً وشيكاً على بعد أيام قليلة سوف يحدث وأن ساعة الصفر قد بدأت في العد التنازلي فعلاً، فالانقلاب المزعوم الذي حدثنا عنه البرهان ونائبه على السيادي حميدتي وتناغمهما في تحميل المكون المدني مسؤولية ما يحدث في السودان يدل على أنهما قد اتفقا سلفاً على الإطاحة بحكومة الفترة الإنتقالية التي اقترب موعد تسلم المدنيين للسيادي فيها في نوفمبر القادم، فالجيش الآن ومعهم الدعم السريع أمام أمرين إما الإطاحة بالمكون المدني في هذه اللحظة وإعادة عقارب الساعة إلى الصفر أو تسليم المكون المدني فترته المتفق عليها وعودة الجيش إلى ثكناته بنفض يده من التدخل في السياسة وممارسة عمله المهني كحام ٍ للوطن وشعبه وليس بعد الانتخابات كما يخطط البرهان ليكسب المزيد من الوقت لعرقلة الفترة الإنتقالية وخنق المواطن لتمرير مخططه المكشوف للاستيلاء على نظام الحكم. البرهان الغير موثوق الكلمة لا أمام القوات المسلحة ولا المواطن فقد طالعنا بالأمس من مستشفى مركز القلب باثاً رسائله المضللة بوصايته وأبوته للشعب السوداني بطريقة تدعو للرثاء ولم يدرك الجنرال أن هذا الشعب قد تعدى مرحلة دغدغة المشاعر والعواطف هذه ، وان لعبة الخطاب السياسي الساذج والخاوي والملتف قد انتهت تماماً بعد أم الجرائم أمام القيادة العامة التي تم ارتكابها صبيحة يوم العيد لمعتصمين أبرياء عُزَّل وثقوا في اللجنة الأمنية وقيادة الجيش والدعم السريع ولكنهم فوجئوا بوحشية ودموية لم تخطر لهم على بال ولا زالت آثارها تطن في الأسماع والقلوب بل في كل ذرة من تراب أو قطعة من حجر أمام القيادة العامة، ثم يأتي البرهان ومن قبله نائبه حميدتي من مجلس عزاء ليحدثانا عن العمل من أجل الشعب وحمايته ورفاهيته والوصاية عليه، فهل صدق البرهان نفسه حتى نصدقه نحن ؟! [email protected]