و نستكمل ما عنوناه سابقاً بعاجل "الله فوق الجميع"؛ فنقول أنَّ تضارب الحقيقة و الروايات في سيرة الأفراد شيء مقبول بحسب من ينقلون لنا أو يحدثوننا أو يشهدون عن تاريخ السيرة الذاتية لهم بيننا فالشهادة قدرها قدر الشهود. المشير سوار الدهب و المشير طنطاوي و الفريق قايد صالح أرقام في تاريخ العسكرية في السودان و مصر و الجزائر يصعب تجاوزهم أو حتى الحديث بإسهاب عنهم ليس لضيق المجال بل لتضارب الأراء و الأقوال و وجهات النظر فيهم و عنهم لكن ما يهم أنهم في أصعب المواقف و أخطرها تجاه الشعب فالوطن أظهروا معدنهم للجميع و ضربوا أعظم الأمثلة في قوة و حكمة الجندي و صدق دفاعه و خوفه على أهله و أرضه. رحمة الله عليهم و على جميع موتانا. * المواقف تتكرر لكن تكرارها ليس شرطاً لتوقُّع نفس النتائج و الأفعال و رودودها خاصة و نحن نختلف فيما بيننا و الإختلاف سُنّة الحياة. الثورة في مصر تشابهت مع أختيها في السودان و الجزائر. و في الأولتين تكرّرت المجازر بمشاركة العسكر و التاريخ كان حاضراً. سنبقى في السودان؛ و حتى اليوم لا نعرف لماذا ظهر لنا على الشاشة و بعد طول انتظار في ترقب لبيان الإنقلاب على نظام البشير و إعلان وقوف الجيش مع الشعب في ثورته عوض ابن عوف! ظهوره أحبط الجميع و هو يُعلن "قلع رأس النظام" و هو عضو أصيل من جسد النظام و رأسه فتعالت أصوات الثوار في ميادين الإعتصام رفضاً له في لحظتها. أيُّ تفكير هذا الذي جعل عوض يتقدم في ثقة أمام الشعب كبطل؟! و لماذا اختار لنا بعده البرهان دون غيره؟! و هل كان عوض سيرتكب جريمة فض الإعتصام كما فعلها من بعده؟! سعادة الجنرال البرهان -رتب الفريق و الأوَّل بوجود "رتب الخلا" لم تعد ذات معنى- يقول أنه مع الثورة و هو من دافع عنها و هو الوصي عليها و على البلد و علينا فهو من يُمثِّل الجيش بل هو الجيش نفسه.السيد عبدالفتاح في قوله أنَّ مدنيّ السيادة "زعَّلُوه" و قللوا من إحترامه وضع مستمعيه العقلاء في حيرة إذ لا شيء فيما قيل و نُشر و دُعي إليه مما "زعَّله" فيه مساس بشخصه أو الأهم إتهام للجيش! الكل يعلم أنّ أي إنقلاب سيقوم به العسكر بمختلف وحداتهم بمشاركة أو بمعزل عن "الملكيَّة" فلم نسمع من قبل بإنقلاب قام به المدنيّيون على الأنظمة و إلا فكيف هي الثورة و ما معنى الإنتفاضة! بعدين المدنيين يجيبوا سلاح تقيل زي المدرعات عشان الإنقلاب من وين؟! و لا في إنقلاب حصل بالسلاح الأبيض؟! طيب الإغتيالات البنسمع بيها في العالم لرؤساء الدول و الحكم تبقى إسمها شنو؟! إنقلاب برضو!!! النيّات حسابها عند الله فهو وحده العالم بها لكن الناس تسقط حطباً في جهنم حصاداً لألسنتها و ما صرح به رئيس مجلس السيادة "الفرع العسكري" يُحسب عليه و حتماً سيشهد عليه. * إلى الجيش إخوتنا و أبنائنا قوات الشعب المسلّحة لم نجد فيما قاله أو إدعاه أو رجم بالغيب به قائد الجيش أيّة مصداقيّة غير "العزة بالإثم"! فأولاً و أخيراً أنتم حماة الشعب و الوطن و حتماً تعرفون كم حب أهلكم لكم. فضلال القيادة كما كان البشير قبلها و من معه لا يعني حتميّة "سواقة" الجيش! أنتم مسؤولون بأفعالكم أمام ربكم و ستُحاسبون عليها و لن يحمل عنكم وزركم أيَّ "مخلوق" غيركم. * نختم: "العقد" شريعة المتعاقدين و مدنيّ الإنتقالية بحواضنهم يتخبَّطون و "يُلعلِعُون" في القنوات مع و ضد "شراكة" العسكر و قد مضت سنتين و هم في نعيم السلطة و جحيمها فهل حدث أيضاً معكم ما حدث؟! هل نسيتم أنكم شركاء أيضاً في الحكم و السلطة كالعسكر! نعم أنتم مثلهم و تملكون من الصلاحية ما يملكون فصدقوا أنكم لستم "تمومة جرتق". و لا صدق فيكم جميعاً من المدنيين و العسكر قولة "الفي جيبو برقص براهو برقص"! أرقص و هاكم "التربيزة". [email protected]ive.com