مبررات واقعية برأي الكثيرين جعلت امتحان القيد الصحفى مدخلا للولوج للعمل فى مجال الصحافة، ليس لاجل دحض مقولة ان الصحافة مهنة من لا مهنة له فحسب ولكن لاجل ان يرتقى العمل الصحفى لمستوى اعلى يستطيع من يمارسه ان يمتلك ناصية الكلمة موجهاً ومفكراً ومؤثراً فى توجيه الرأي العام. ولكن اجراء امتحان القيد الذى وجد اقبالا كبيرا من الراغبين فى ممارسة الصحافة اثير حوله لغط كثير خاصة بعد ان احيل من مجلس الصحافة لاتحاد الصحافيين،والجدل الذى اثير عمن احق باجرائه. و ما ان يعلن عن نتيجته النهائية حتى تجد هى الاخرى انتقادات من البعض سواء فى تدنى نسبة النجاح او فى طريقة اجراء الامتحان ،ولكن هذه المرة اكثر ما لفت الانتباه النسبة الضعيفة التى حصل عليها خريجو كليات الاعلام التى لم تتجاوز ال(26%) وأثيرت حولها تساؤلات عديدة فهل السبب ضعف فى المناهج ؟ أم فى العملية الأكاديمية ككل؟. ام قلة امكانيات كليات الاعلام ام طريقة اجراء الامتحان جعلت هؤلاء لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان بنجاح؟. للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها كان هذا اللقاء مع الدكتور محيى الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين . _اتحاد الصحافيين اجرى بعض التعديلات فى طريقة امتحان القيد من بينها فرض امتحان مادة التحرير على خريجي كليات الاعلام، ما هو الداعي لهذا الاجراء؟. _ نعم كان هذا من الضرورات فبعد ان عقدنا ورشة تقويمية لامتحان القيد السابق كانت اهم مخرجاته اهمية ان يجلس خريجو كليات الاعلام لامتحان مادة التحرير الصحفى.. مقاطعة .. أليس هذا تشكيكا فى قدراتهم ؟ _لا..ليس كذلك ولكن طالما ان هؤلاء الطلاب درسوا هذه المادة فمن باب اولى ان يجلسوا لامتحانها وينجحوا فيها. _ولكن نسبة نجاحهم الكلية ضعيفة ولم تتجاوز ال(26%) ما أثار بعض علامات الاستفهام؟ - ضعف نسبة نجاحهم، راجع لاسباب عديدة أهمها يرجع للنظام التعليمي فى السودان فكليات الاعلام تقبل مستويات متدنية وتستوعب نسب ضعيفة بحسب نظام قبول مؤسسات التعليم العالي ، بجانب ان هذه الكليات لاتملك مقومات تؤهل طلابها عمليا فلا توجد ممارسة عملية لما درسوه بالمنهج فهذه العوامل تجعل الطلاب يفشلون فى إحراز درجات جيدة . * باعتبارك جزءا من طاقم كليات اعلام لماذا لم تنتبهوا لهذه القضية؟ - تحدثنا كثيرا حول هذا الامر والان وزارة التربية والتعليم تستعد لعقد مؤتمر فى ديسمبر المقبل لمناقشة النظام التعليمى فى السودان ربما تكون هذه القضية من بين اجندة المؤتمر. - اتهام آخر للاتحاد بأن طريقة الامتحان التى يتبعها ربما تكون واحدة من أسباب تدنى النسبة؟ _هذا الحديث غير صحيح فنحن استعنا فى اجراء الكورسات التمهيدية ووضع الامتحان وتصحيحه باساتذة اكفاء وخبراء فى الاعلام وفى اللغات والتخصصات الأخرى.. منهم مثلا البروفسير محمد احمد الشامي احد خبراء اللغة العربية المعروفين والاستاذ فضل الله محمد وهو معروف بمعلوماته الزاخرة لذلك اختير لمادة المعلومات العامة بجانب مادة الحاسوب التي يتم تدريسها بكلية علوم الحاسوب جامعة النيلين وهى من أكثر الكليات المؤهلة لهذا الغرض . _ولكن نسبة الرسوب كانت عالية فى الحاسوب؟ _نعم تدنت نسبة النجاح فى الحاسوب لان طريقة الامتحان تم تعديلها هذا العام فأصبح الامتحان عمليا ونظريا .. _ وِلمَ التعديل؟ _رغم قناعتنا ان العملي هو الأهم فاستخدام الحاسوب فى التحرير والاخراج مهم لممارسة صحافة حقيقية والحصول على المعلومات عبر النت فلم يعد هناك مجال لعمل صحفى مميز دون استخدام التقنيات الحديثة ، ولكننا أدخلنا الجانب النظرى بناء على طلب الطلاب انفسهم لقناعتهم بان النظرى سيرفع النسبة ولكنهم رسبوا فيه . _ وبماذا تفسر ارتفاع نسبة نجاح طلاب الكليات الأخرى التى بلغت( 58%) مقارنة بنجاح طلاب الإعلام التى لم تتجاوز ال(26%)؟ _لان معظم طلاب الاعلام الذين جلسوا للامتحان تخصصاتهم علاقات عامة واذاعة وتلفزيون وربما كان هذا واحدا من اسباب رسوبهم فى مادة التحرير الصحفى . _وماذا تقول فيما يشاع بان نتيجة الامتحان تدنت بعد ما احيل القيد للاتحاد؟ _(دا كلام ما صحيح ) والذين يروجون لهذا الحديث هدفهم مهاجمة الاتحاد فقط وتضليل الرأي العام ففي هذا العام بلغت نسبة النجاح العامة( 62% )وهى أعلى نسبة نجاح لامتحان القيد منذ اجرائه ،بل الاتحاد عمل على تطوير آليات الامتحان حتى يحصل الطلاب على نتائج عالية وأتاح فرصا أكبر لآخرين للجلوس للامتحان لم تتوافر لهم من قبل . _ومن هم هؤلاء؟ _هؤلاء هم حملة الدبلومات الوسيطة كانوا محرومين من الجلوس للامتحان وفى رأينا ان قرار الحرمان ظالم لذلك فتحنا لهم الفرصة . _ولكن نسبة نجاحهم ضعيفة؟ _ نسبة النجاح جاءت ضعيفة لان مستوياتهم اقل لذلك اوقفنا فى هذا العام امتحان الدبلومات نظام السنتين وتنفيذا لقرار التعليم العالي بان يكونوا تقنيين فقط. _ربما كان هذا احد أسباب جدلية إحالة القيد الصحفي للاتحاد؟ _(هذا الجدل فى غير مكانه)لان كل الاتحادات المهنية تقيد عضويتها وكذلك النقابات وانتقال السجل الصحفي للاتحاد جاء بعد دراسة ونقاش اقنع مجلس الصحافة بضرورة انتقاله للاتحاد كما كان فى السابق (وانا شخصيا منحت القيد من الاتحاد فى العام 1980) فليس هناك مجال لعودة السجل للمجلس . _قانون الصحافة الآن تجرى مناقشات لتعديله ربما تتغير بنوده ليعود السجل للمجلس؟ _نحن اعضاء بلجنة صياغة القانون سوف نقاتل من اجل ان يبقى السجل بالاتحاد فهى امانة ومسئولية مهنية سندافع عنها بكل الوسائل ولا مجال لعودة السجل للمجلس لأنه مجلس غير مهني فهو مجلس قومي يضم فى عضويته اعضاء من خارج المهنة. الرأي العام