لا يمكن ومن غير المنطقي أن يصرح كبار موظفو الدولة والوزراء على الفضائيات والقنوات المحلية وتجري معهم الصحف والإذاعات اللقاءات الحصرية ويكتبون آرائهم الشخصية على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ويدبجون المقالات شرقاً وغرباً دون رابط ولا ضابط وهم من صميم تشكيلة الحكومة بل ويشغلون أهم المناصب والإدارات الحساسة فيها !! . لا يمكن لهؤلاء التذاكي على الشعب أو التلاعب بمستقبله وأن يتنصلوا أو يحاولوا التنصل بهذه الإنتقادات في أداء حكومة هم جزء منها بل أحد أعمدتها الأساسية كما فعل البرهان وحميدتي ووزير الداخلية ومناوي وجبريل وأردول وغيرهم ولم يتبق إلا أن يتبرأ حمدوك من حكومة الشؤم هذه لتصبح الحكومة الوحيدة في العالم التي يتبرأ منها وزرائها ويطعنون في شرفها وينعتونها بشتى النعوت المغرضة ويوصمونها بالفشل في توحيد الأمة السودانية ولكنهم يحتفظون بكراسيهم دون حياء . أيها الوزراء في حكومة حمدوك تحلوا ببعض أخلاق الفرسان فكلكم مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل نقطة دم سالت بعد قيام الثورة ومسؤولون عن المعاناة التي يكابدها المواطن ليلاً ونهارا ومسؤولون عن حوادث الإنفلات الأمني وضحاياه في أي بقعة ٍ داخل هذا التراب ومسؤولون عن ضياع مستقبل البلد وشبابه الذين لا زالوا يفضلون الإنتحار في أحضان المتوسط على أن يهدروا حياتهم بين أيديكم بما تمارسونه في حقهم من تزوير ٍ وضد إرادتهم من قرارات ٍ ، أنتم مسؤولون عنها مهما حاولتم من الإنسحاب الجبان الذي تمارسونه الآن وسيأتي اليوم الذي تتم فيه محاسبتكم على كل التقصير في أداء واجباتكم تجاه هذا الوطن وأهله ، وطالما أنكم بهذا القِصَر أو وجدتم أنفسكم دون مستوى تحمل المسؤولية وتبعاتها فلماذا لم تتقدموا بإستقالاتكم دون ضجيج ؟ . ويا رئيس الوزراء إذا كان لديك شفرة وزارية أو قانون وزاري ففعله وإن لم يكن لديك (وهذا ما أعتقده) فصغ لك واحداً ، فهذا (المنستريال كود) يحمي الحكومة من الإرباك السياسي والتصرفات الطائشة التي تحدث الآن ويتم تفاديها مستقبلاً وتحاسب بها كل من يكسر هذه الشفرة مهما كانت وظيفته في الدولة وبذلك تستطيع أن تهيأ جواً صحياً من العمل وبتناغم تام بين أعضاء الحكومة مهما كان تباينهم ، وبهذا الكود الوزاري ينتظم شكل العلاقة وكيفيتها مع الوزراء وحكومتك والدولة وما الذي يجب أن يُقال وما لا يجب وكيف ومتى وأين حتى يتعلم هؤلاء معنى أن تكون وزيراً مسؤولاً وما هي واجباتك من النواحي القانونية والدستورية ، وبما أن هذه الحكومة تعتبر حكومة ثورة وطنية وحرة يجب وقف الإهدار المتعمد للوقت فيها ورفع سقف مبدأ المحاسبة لكل من تقلد منصباً فيها أو أوكلت له مسؤولية في مرفق ٍ ما ، إبتداءً من شيخ الخفر إلى شيخ مشائخ الوزراء والمكون العسكري حتى يتم الإيقاف الكامل والضياع الهائل لثروات البلد ومقدراتها . الإخفاقات التي نراها اليوم على الساحة وعدم التقدم وتنفيذ الخطط وإنزالها على الأرض والنهش المتواصل في جسد الحكومة وخاصة من بعض أعضائها المذبذبين القابلين للقفز من المركب على حسب الظروف في سوق الأوراق المالية السياسي متى ما مالت الأحداث ومن ثم يعودون في الحكومة القادمة وهكذا ، فقد كان هذا الإخفاق بسبب تنازل حمدوك أو تخليه عن تكوين حكومة كفاءات وطنية حتى انتهاء الفترة الإنتقالية في المقام الأول، ورضوخه التام ووقوعه في شراك المسارات والمحاصصات والايدلوجيات والضغوط العسكرية مع أن الأمر كان في منتهى الوضوح منذ بدايته . [email protected]