العسكر بالواضح وما بالدس قبل الانقلاب وبعده، عاوزين يسيطروا على الفترة الانتقالية، وتوازن القوى الذي يعرفونه التاتشرات والدوشكات، والسيطرة تعني النفوذ الاقتصادي والسياسي. والعسكر تساندهم قوى إقليمية ودولية تريد الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية كما كان عليه الحال أيام المخلوع البشير. وتساندهم قوى داخلية على رأسها فلول النظام البائد وأحزاب الفكة وسواقط السياسة. والعسكر الذين سحبوا قواتهم من مقار لجنة التمكين ومن جهات أخرى يرسلون رسالة مهمة مفادها (نحن شغالين على كيفنا)، وهذه الرسالة لا بد من الرد عليها. والعسكر الذين يقولون الآن لا بد من توسيع المشاركة السياسية يقصدون إشراك الفلول في الحكومة والمجلس التشريعي.. وأصبحوا يمتلكون حق الفيتو.. فلان يقعد فلان يمشي.. وقالوا لوزارة المالية (أعلى مافي خيلك اركبيه) ومعناها رفض التخلي عن شركاتهم الاقتصادية لصالح الدولة. والعسكر سيطروا على السيادي حين صنعوا منصب رئيس ونائب رئيس بصلاحيات واسعة.. وصارت صلاحياتهم فوق صلاحيات الحكومة المدنية، توقيع اتفاقيات، منح أراضي، تطبيع مع إسرائيل. وهذه الأجندة مرت تحت سمع وبصر الحكومة وقحت وغيرهما تحت مسمى الشراكة.. وكما يقولون الرضاعة ساهلة لكن الفطام صعب.. وهكذا خيل للبعض (عسكر ومدنيين) أن الثورة انتهت وحدثت أيضًا خيانات كثيرة.. نذكر منها تقسيم تجمع المهنيين، ومحاولة تفتيت لجان المقاومة، والانقلاب على المؤتمر الاقتصادي.. وكل هذا المشهد أنتج الأزمة الراهنة، والتآمر على السودان الوطن الواحد يتطلب تعلية شأن تكوينات ما قبل الدولة، مشايخ ونظارات، وتسليحها وجعلها دولة داخل دولة.. وسترون بعد حين الأجاويد والوساطات برعاية أمريكية وخليجية من أجل الحفاظ على الأوضاع كما هي عليه.. وسيقول آخرون هيا إلى الانتخابات وهم يحترفون التزوير والقوانين المضروبة.. وكل هؤلاء يظنون أن الثوار قد صاروا (نعاج) والثورة لحقت أمات طه.. إذن يا أيها الثوار هيا إلى المعارك، ولنرى من سينتصر أخيرا.. في سبيل (المدنياااو) سقط الشهداء وانتهى أمر المفقودين إلى مشرحة التميز، والجرحى لا زالوا جرحي.. والحل في البل.. والخواف لبدوه لمن تمشوا وتجوه،، قال الفنان (دنيا مليانة ريد وحنية والأمور واضحة مية في المية).. وفي مشهدنا هذا دنيا مليانة خونة وحبرتجية.. وأي كوز مالو؟