نقلت مجلة فورين بوليسي، ان جود ديفيرمونت، كبير المسؤولين السابق في وكالة المخابرات المركزية وضابط المخابرات الوطني لافريقيا، انضم إلى مجلس الأمن القومي كمستشار خاص لاستراتيجية افريقيا، ومساعدا للرئيس بايدن في فريق الأمن القومي لابتكار استراتيجية جديدة لمشاركة الولاياتالمتحدة مع افريقيا. ويهدف النهج الجديد والذي من المرجح ان يتم الكشف عنه في الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة إلى نسج أولويات بايدن فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وأهداف مكافحة الإرهاب، ومواجهة نفوذ روسياوالصين المتزايد في القارة. وذكر مسؤول كبير في الإدارة إنه من المتوقع أن يستمر تعيين ديفيرمونت في مجلس الأمن القومي مع التركيز على صياغة الاستراتيجية الجديدة. ويرجح ان تمثل استراتيجية بايدن نحو افريقيا تحولًا جذرياً عن استراتيجية سلفه إدارة ترامب في افريقيا، والتي ركزت على مواجهة تمدد الصين في القارة وتخللتها تهديدات لكبح مساحات كبيرة من التمويل الأمريكي لبرامج المساعدات وعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. ومن المؤمل أن تقود افريقيا العالم في النمو السكاني في القرن المقبل ولديها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا، حتى في الوقت الذي تصارع فيه اتجاهات التراجع الديمقراطي وتهديدات الإرهاب المتزايدة وبعض أسوأ الأزمات الإنسانية وعدم الاستقرار المزمن في دول مثل الصومالوجنوب السودان، ومع ذلك، حتى في الوقت الذي يدق فيه صانعو السياسة الأمريكيون أجراس الإنذار بشأن هذه التحديات ونفوذ الصين المتنامي في جميع أنحاء القارة، فإنها تحظى باهتمام ضئيل نسبيًا في واشنطن مقارنة بمنطقة الشرق الأوسط أو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويواجه تركيز بايدن بالترويج للديمقراطية في الخارج تحديات جديدة في افريقيا- جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك مجموعة من الانقلابات في غرب افريقيا بين الدول التي تعد شركاء الولاياتالمتحدة الرئيسين في مكافحة الإرهاب. وجادل ديفيرمونت بأن الولاياتالمتحدة يجب ألا تتغاضى عن تعزيز الديمقراطية لصالح المساعدة الأمنية للحكومات الافريقية التي تتعاون في مكافحة الإرهاب، وقال في تقرير عن غرب افريقيا: "سيتطلب ذلك سحبًا كبيرًا للاستثمارات من مكافحة الإرهاب والسياسات والبرامج التي تركز على الأمن – والتي حققت نجاحًا ضئيلًا في منطقة الساحل خلال العقدين الماضيين – واستثمارات متجددة في المؤسسات الديمقراطية". وعمل ديفيرمونت سابقًا كضابط استخبارات وطني لافريقيا من 2015 إلى 2018 وكبير محللي وكالة المخابرات المركزية في افريقيا جنوب الصحراء من 2013 إلى 2015. كما عمل في مجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما وساهم إبان رئاسة باراك أوباما 2012 في استراتيجية نحو افريقيا جنوب الصحراء، وشغل مؤخرًا منصب مدير برنامج افريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) وذكر العديد من المسؤولين الأمريكيين ان الكثير من تركيز إدارة بايدن على افريقيا حتى الآن ينصب على النزاع والأزمة الإنسانية التي أعقبت ذلك في منطقة تيغراي الإثيوبية، وعلى الانتقال الهش إلى الديمقراطية في السودان. وزارت سامانثا باور، مسؤولة بايدن التي تدير برامج المساعدات الخارجية كلا البلدين في أغسطس. ولم يقم بايدن ولا أي من كبار المسؤولين الآخرين بزيارة افريقيا بعد ما يقرب من عام في المنصب. (قال مسؤولون أمريكيون ان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ألغى رحلة في اللحظة الأخيرة إلى عدة دول في افريقيا في أغسطس للتركيز على انسحاب الولاياتالمتحدة من أفغانستان). وأقر مجلس الشيوخ أخيرًا اختيار بايدن ليكون أكبر دبلوماسي في إدارته لشؤون افريقيا، الدبلوماسي المحترف مولي في، في 28 سبتمبر بعد تأجيل استمر قرابة ستة أشهر. قال العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا إلى فورين بوليسي بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إنهم يأملون ان يؤدي تعيين في كمساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية، وتعيين ديفيرمونت في مجلس الأمن القومي، إلى زيادة تركيز الإدارة رفيع المستوى على افريقيا.