إن مصائر الشعوب والأمم وما تمر به من حادثات الدهر لا تعدو إلا أن تكون جزءآ من قدر الله وقضائه في كونه ، لا ينازعه في ذلك منازع ولا يشاركه فيه بشر . تلك حقيقة إيمانية لا تقبل التشكيك أو المحاججة. الناظر إلي ما حدث في السودان حال سقوط الطاغية المنبوذ عمر البشير ، لا بد أن يري يد القدر وهي ترفع من تشاء وتخفض من تشاء لحكمة لا يعلمها إلا صاحب الحق المطلق فيما يفعل ولا يسأل . من الرجال الذين برزوا في المشهد السياسي دون تخطيط أو وعد ، الدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيسا لمجلس الوزراء ، المنصب التنفيذي الأكبر .. والفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان ، رئيس المجلس السيادي الإنتقالي وهو المنصب التشريعي الأكبر في الفترة الإنتقالية .. و بعد مرور عامين علي تسنمهم مهامهم ، لا بد من إجراء بعض الملاحظات علي أداء أصحاب المنصبين الأعلي في منظومة الحكم في الفترة الإنتقالية ، وإجراء المقارنة أمر ملح ومنطقي وطبيعي ومطلوب . كلا الرجلين ينحدر من أسر عريقة ، أحدهم من شمال السودان والآخر من غرب السودان. وقد أكملا فترات الدراسة الأساسية في مدارس السودان المختلفة حتي انخرط أحدهم في الكلية الحربية بينما اكمل الآخر تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم . اي أن كلاهما درس علي حساب الشعب السوداني . جاء الرجلان إلي منصبيهم بعد زلزال الثورة الذي طهر قصر الحكم في الخرطوم من دنس المخلوع والفلول ومشايعيهم من لصوص المؤتمر الوطني . و بعد الهزات الإرتدادية التي تلت سقوط الطاغية صعد عبد الفتاح البرهان الي القمة رئيسآ للمجلس العسكري بعد أن تدحرجت بعض الرؤوس من اللجنة الأمنية للمخلوع . ومعلوم ما هي مهمة اللجنة الأمنية للمخلوع . أما الدكتور حمدوك فقد جاء نتيجة توافق عريض بين مكونات قوي الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ، وقد زكاه الي هذا المنصب سيرته الذاتية وخبرته في مجال إعادة تأهيل الدول الفاشلة او الخارجة من النزاعات ، كما حال بلادنا بعد الثلاثين المشؤومة .. جاء مسنودآ بخبرة دولية في أعلي مؤسسات الأممالمتحدة خبيرآ يشار إليه بالبنان . بعد أن إستقر كل من الرجلين في منصبه .. تباينت الرؤي وإختلفت المسارات وعليه إختلفت مكانة الرجلين في قلوب اهل السودان و ظرتهم إليهم . وحتمآ سيكتب التاريخ إنجاز كل منهم بطريقة عادلة ، فالتاريخ لا يكذب والتاريخ لا يرحم . قام السيد عبد الله حمدوك ، بإزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .. إلغاء وإعفاء بعض الديون .. إعادة السودان إلي حضن الأسرة الدولية عضوآ فاعلآ .. فتح شهية المستثمرين الأجانب للحضور للسودان لإستكشاف الفرص والمتاح .. أخلي السجون من المعتقلين السياسيين عدا مجرمي ولصوص المؤتمر الوطني وأزلامهم.. أصبح المواطن لا يخشي الدولة وينتقدها بحرية دون الخشية علي حياته او كرامته .. أغلقت بيوت الأشباح سيئة السمعة .. يعمل علي تفكيك نظام الإنقاذ من خلال اللجنة الموقرة وروح الثورة . أعاد لغة الخطاب المتحضر والمؤدب للواجهة السياسية. قام السيد عبد الفتاح البرهان بلقاء بنيامين نتنياهو دون إستشارة المجلس السيادي. أقول حاولت جهد المستطاع أن أكون محايدآ وبحثت عن إنجازات أخري للسيد البرهان فلم تسعفني الذاكرة ولم يساعدني المحرك قوقل . [email protected]