ما بين 16 اكتوبر وو21 أكتوبر ، أقوام وشوارع وشروط ، وتحريض وتمرس ، وتجييش للأنصار ، أتوا من كل فج عميق ، للعاصمة ، المليئة بالمتناقضات والمنقصات ، نظار وعمد ومشايخ ، طلاب خلاوي وتجار ، ومستثمري ازمات، هواة سياسة ، قوات غير نظامية بزي مدني تجوب شوارع العاصمة ، متربصين ومتربصات ، جموع أمام القصر معتصمون ، أعدوا العدة لهذا اليوم ، ليبقوا أطول ، فقط ، يطلبون إذاعة البيان رقم واحد ، أن يتولى العسكر زمام الأمور في البلاد والعباد ، ومن بعد لكل حدث حديث ، ورواد قاعة الصداقة ، إن لم يكن كلهم ، يؤمنون ومقتنعون بأن الصلاة وراء علي اتم والطعام مع معاوية أدسم ، تفرقت ببعضهم السبل ، نعم لحل الحكومة ، ونعم لتوسيع قاعدة المشاركة بالرجوع لمنصة التأسيس ،ولا ل 4 طويلة المختطفة للثورة والحكومة ولا لفشل حاق بهم ، وحكومة أعضاؤها مؤتلفة ومختلفة ومنقسمة ، منهم ، من نادى بحل الحكومة ، والتمسك بتوسيع قاعدة المشاركة ، ولا ندري ، إن صلوا العشاء في باحات القصر أم قاعة الصداقة ، والدعاء بتعجيل الانتخابات إذا لم يتعجل الأشطر من المغامرين بقلب الطاولة على الكل ، لا فرق ، إنقلاب بالدبابة أو إنقلاب مدني ، سيان، تتدكة وتتوزع من جديد ، وحمدوك يسعى بين الغاضب والمغضوب عليه دون جدوى ، اليوم ذكرى ، ليوم خالد في تاريخ الأمة السودانية ، نحتفل بها دون إعتبار ودون عبرة ، مؤامرة هنا ومؤامرة هناك ، وقودها دماء وأشلاء ، تتعدد الدعوات وتختلف النوايا ، وتتصعد المواقف المتشنجة من هذا الفريق ومن ذاك بلا هوادة ، مركزي قحت ، وقحت الحكومة وقحت قاعة الصداقة والمجلس السيادي الرمز منقسم ومنشطر ومتشاكس ، عسكره على شط والمدنيون منه على الشط الآخر ، وقحت الحكومة ثستثير الشارع لتبين أنها الأقوى ، وأنها صاحبة الحق ، ولتبعد تهمة الإختطاف (4طويلة) ، سبة زادت من رصيدها السياسي أو هكذا يعتقدون ، وتعنتت برفضها حل الحكومة ، لأن قحت إن عادت لصورتها الوليد لن يكون لهم فيها نصيب ، ومجلس الشركاء فقد دوره الذي لم يلعبه أصلا ، لأنه يبحث عن هوية ، لم تقدر إن تستشرعه الوثيقة الدستورية ولا إتفاق جوبا الذي لم يتحقق منه إلا المشاركة في السلطة وحكومة تفقد بوصلتها ، تصبح وسيطا بين شركائها ، الذين لايسمعوا لها ولا ينصتوا ، وأنهوا صلاحية خلية الأزمة في يوم صناعتها ، وأمة تحتضر بغلاء فاحش ، أفقد البيوت قوامها وزعزع أمنها وطمانينتها ونخبنا السياسية في غيهم السياسي سادرون. المسرح السياسي صورته شائهة ، أذيع سر البيت ، الى كل شامت وكل إنتهازي وكل نفعي ، أخرج سر البيت الى كل من له غرض في أن يتمزق هذا الوطن ، ويتشظى بمكائد أبنائه وكإنهم لعقوا من البئر العقوق ، اهلهم يتضورون جوعا ومسغبة ، والأموال تنفق هنا وهناك لشراء الذمم والضمائر ، وإموال وثروات يتم تهريبها على مدار اليوم والساعة ، ليموت الإنسان والأرض ، غفلوا عن الإرض اليباب لم يفلحوها ، والمياه العذبة المتدفقة لم يستلغوها ، والطاقات الشبابية لم يوظفوها ، إستملحوا الغنائم الموروثة من نظام مضى عهده وإنطوت صفحته ، فينا من يتباكى عليه ، وفينا من يزدجر ، نسينا الوطن ، جراحه تنزف ، ومحمد أحمد أشعث أغبر ، لم يسعد يوما في وطن حدادي مدادي ، ينام القرفصاء ، يلتحف الأرض في المعسكرات والمخيمات ، هائم ، جائع يتسول على موائد المعونات والمنظمات التي تحقق من وراء كل عطية غرض وغرض أستبيحت أسرار البيت ، إقترحوا التدخل الأفريقي لحل الأزمة التي صنعتها أيدينا ، وتدخلت الترويكا ، وأمريكا ترسل مخابراتها وليجوبوا كل أرض السودان ، شرقه وغربه ونيله الإزرق ، وفتح الباب على المصراعين ليدخل وليعبر غول السياسة العالمية أمريكا بغضها وغضيضها وإسرائيل ، من باع لمن ؟ ، ومن قبض الثمن ؟ . الأزمة تمخضت منها أزمات ، في الشرق تشرذم وإنقسام وخروج على النص الوطني تحت ذريعة حرية التعبير ، إختنق الوطن وتضور الناس جوعا وإكتووا بلظى الغلاء ، بتجفيف المعروض من السلع والمواد الغذائية ، وأصاب السوق الهلع وإستطالت أذناب الإنتهازيين والجشعين وسماسرة الأزمات ، وإختلط حابل السياسة بنابل ضروريات الناس وأدوائهم لم تسلم حتى المنقذة للحياة منها من عبث العابثين وفاقدي الوازع الديني والضمير ، إن سلمت الجرة اليوم رغم حراك الأمواج البشرية من الفريقين لن تسلم من المتسللين ، والناغمين ، والمأجورين ، وأصحاب السوابق ومعتادي السفك والقتل ان يخترقوا الصفوف ، ويشعلوا نيران الفتنة ، ويزيدوا من إوار الفوضى ، ويخلطوا كل الإوراق حتى يتعذر ترتيبها ، ويتحقق المراد والمقصود ، إن تنصب صيوانات العزاء ، ونضيف للشهداء الذين لم تجف دماؤهم رتلا من الشهداء والجرحى والمفقودين ، الثقة معقودة على قواتنا المسلحة وقواتنا النظامية المختلفة ، وإن تطاولت بعض الألسن عليها عن قصد أو غير قصد ، فهي أكبر من إن ينال منها قول عارض أو نظرة حاقد ، اليوم ، يومها في حماية شعبها وحريته وسلامه بمثل حمايتها لعدالة ينشدها الجميع ، الوطن أب للجميع وإن تعددت الامهات والمشارب . في ظل الحرية عبروا عن رؤاكم ، لكن ، أن لا تمتد الأيدي بخراب الممتلكات العامة ، أن لا يستفز نفر منكم قواتكم النظامية لأنها تقف لحمايتكم ، لا تفتحوا الثغرات لمن يشوه صورة الحراك حتى تفقدوا السيطرة على الحراك ، الانضباط في القول والفعل حتى يسلم المسير ويحقق مبتغاه في صورة حضارية لا تنتهك حق الآخرين وإن كانوا منا على الشط الآخر . على السياسيين إن يفتحوا نافذة الحوار ، أن لا مخرج غير الحوار ، لاتجوز الأزمة ، وأن نعمل سويا للمحافظة على فترة الإنتقال الى مرحلة الديمقراطية والإنتخاب على الإعلام أن يلعب دورا لأن الكلمة غير السوية إن خرجت تقتل، حافظوا على سلامة الجرة . *والديمقراطية حق للجميع* . [email protected]