هكذا قالها الثوار في هبتهم ، والكل بلهجته ونكهته المحلية في كل مدن السودان ، في الشمال والشرق ، في الجنوب والغرب وفي وسط البلاد . خرجوا بالآلاف يرددون ويجددون شعاراتهم وهتافاتهم ، التي نعرفها ويعرفونها ، ولم يبدلوا تبديلا . لقد شهد العالم كله ، مبهورا ، في هذا اليوم الحادي والعشرين من أكتوير 2021 ، وعبر القنوات الفضائية ، المحلية والعالمية ، الصفوف والجموع المتدافعة والايادي المشرعة والصدور العارية والكتوف المتلازمة وهتافاتهم الهادرة التي تهز الأرض هزا … وقد جاءوا من فجاج الأرض وشقاقها ، يلبون نداء الوطن .. نداء الواجب وحماية الثورة . تقاطروا وجاءوا كما فعلوا بالأمس ، بذات القوة والرجولة والشهامة والبطولة التي كانوا عليها في ديسمبر 2018 .. جاءوا هذه المرة بجددون الولاء ويؤكدون الانتماء للوطن ولثوراته العظيمة في أكتوبر 1964 ويونيو 1985 وديسمبر المجيدة . وليتهم يفهمون ويدركون عظمة هذا الشعب … شعب لا تغريه الأموال ولا الوجبات السريعة ولا الوعود الكاذبة .. ولا تخيفه القبضة الحديدية التي بشر بها . لم يخرج هذه المرة لكي يصبها هنا او هناك .. امام القصر او القيادة .. ولكنه طاف بشعاراته ، التي حملها من تلقاء ذاته ، ليجوب بها ويشارك بها الجموع التي كانت علي موعد مع الحدث ولا تنتظر إلاشارة او التعليمات من أحد . اليوم ، الحادي والعشرين من أكتوير ، قال الشعب السوداني كلمة .. بكل وضوح والعالم كله ، أنه لن يفرط في ثورته وشعاراتها ومكتسباتها وأهدافها وحقوق الشعب المدنية والعيش بسلام في عزة وكرامة تحت مظلة العدالة .. والحرية والديمقراطية .. فهل وصلت الرسالة؟ . متي تفهم … متي تفهم .. بان كرامة هذا الشعب ، اكرم من كرامتك . وان مناخ أفكاره غريبة ، عن مناخاتك متي يستيقظ الإنسان ، في ذاتك ( بتصرف من قصيدة نزار قباني المعروفة) . [email protected]