هاهو الشعب السوداني المعلم يعيد شرح الدرس الذي استعصى للمزايدين على أنه قاصر والمراهنين على تشويه نظام الحكم المدني الصرف الذي يريد ، فدرس الأمس كان لكل من يفكر أو يتآمر لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعقارب المتربصين بوأد الديمقراطيات والانتفاضات والثورات وخلط الأوراق وزارعو اليأس والمشككون في الإرادات ليعودوا ويتصدروا المشهد السياسي مراراً وتكراراً بتشويه صورة الحكم المدني الذي يتطلع إليه الشعب طائعاً ومختارا ، نعم لقد قال الشعب كلمته ولم يفوّض أحداً ولم يطلب وصايةً من أحد ، فهو كبير وعظيم من يومه وفي منتهى الرشد ويعرف تماماً متى يقول كلمته ولِمَن ، لقد أعاد الشارع الذي احتكم عليه البعض وصرحوا بأنهم لا يهابونه وزاد أحدهم (فليمطر حصى) أو كما قال ، أعاد ذات الشارع توجيه البوصلة تماماً للإتجاه الذي يعيقونه ويرفضونه بل ويخشونه فيه وإن تظاهروا بغير ذلك ، لقد وجه الشعب كلمته للذين راهنوا على تزوير إرادته أينما كانوا وظنوا أنهم يستطيعون العودة به إلى محطة ما بعد ثورة ديسمبر وعهود الظلم والقهر والسجون والتعذيب وبراثن الديكتاتورية وعصر الغاب ، كانت الرسائل واضحة وصريحة وجلية أعادت الأمور إلى نصابها وتوعدت سراً وجهراً بأنها ثائرة إلى أن تصل المركب الثورية إلى منصات دولة المواطنة والقانون والعدالة والحقوق ، إلى مراسيها الحقيقية الدائمة وراهنت على ذلك بأنها على استنفار ٍ متواصل وأبدي ، وحاضرة وجاهزة متى ما استدعى داعي الوطن وحداة الركب ، فليفهم من أراد الوقوف في وجه هذه الإرادة الجبارة التي تحلى بها الشعب السوداني هذه المرة أنه مصمم على تحقيق آماله وتطلعاته ولن يقف أمامه شيء ولن يستطيع أن يعطل مسيرته مُعَطّل مهما ظن أن ما يمتلك من قوة وجند تخول له الوصاية أو تعطيه شيكاً على بياض ، فالشعب هو الأقوى والأقدر والأجدر لرسم ملامح الدولة التي يريد ودونكم الشارع فلتختبروه مجدداً إن أردتم . [email protected]