1. استعرضت المواكب قوة الشارع وإرادته الأكيدة في العبور من مربع تحوّل سياسيّ (تغيير في موازيين اللعبة السياسية_ اسقاط نظام ديكتاتوري مثلا) إلى تحقيق عمليّة تحوّل ديمقراطي ناجح وحقيقيّ من خلال التعجيل لإكمال مؤسسات الدولة المفقودة كالمجلس التشريعي والمحكمة الدستوريّة. 2. أكد الشارع مدى إلتزامه في رغبته لتجاوز أي فرصة لحُكم عسكريّ ، بحيث لا نكوص أو تراجع نهائياً إلى تكرار دائرة الفشل السياسي المعتاد . 3. أكدت المواكب أن جذوة الحراك الشعبي الجماهيري الثوري لن تنطفيء البتة ، إنما ثمة إرادة هائلة نحو التأسيس الواعي على الاحتجاج ذو مستوى عالي في التنظيم والقيادة للمقاومة والنضال المدنيّ.(متغير مرعب للنخبة السياسية عموما). 4. أظهر الشارع مستوى كبير للمتحد الوطنيّ والاخلاقيّ للشعب السودانيّ ، بكافة تنوعاته وتعددياته وتمايزاته الكلية ، تجاه التوجه لخلق نموذج المجتمع الديمقراطيّ من خلال السعيّ اللامحدود لبناء دولة ديمقراطيّة رشيدة. 5. أكدت المواكب رفضها الكامل لأيّ مُساومات سياسيّة رخيصة تُهدد روح الثورة ، وحرصها للانتقال الديمقراطيّ المنشود ، طالما جاءت الثورة لتفكيك منظومات الإستبداد والقمع والظلم والفساد على كل المستويات . 6. كشف الشارع ضرورة إعادة ترتيب المشهد السياسي ، والتعجيل في العمل نحو تأكيد الخطوات العمليّة للانتقال بالعمليّة السياسية من دائرة الصراع السياسي الكيديّ العبثيّ إلى مرحلة وضع الاستراتيجيات الوطنيّة للتحوّل نحو التنفيذ الفعليّ لأهداف الثورة ؛ تحوّلاً يؤدي إلى بناء دولة ديمقراطيّة حديثة ترسّخ مؤسسيّة الدولة ، وتعزز سيادة القانون على الجميع . 7. أوضحت المواكب للعالم أن ثورة ديسمبر ماتزال حاميّة وجذوتها متقدة حتى تحقيق مرادها الأخير ، وأن المجتمع السودانيّ ، وبالصورة الكاملة لتنوعه الصارخ ، ما يزال رافض لأي حُكم عسكري في مقابل تمسكه التام برغبته المشتعلة في تحقيق تحوّل سياسي يؤدي إلى بناء حكم مدنيّ ديمقراطيّ ناجح . ولتكن من واحدة من اعظم ثورات الحقبة الأخيرة على مستوى العالم . 8. أكد الشارع أن المتغير الداخليّ أكبر وصلب وأصيل من أي دور خارجيّ في ترجيح كفة اللُعبة السياسية لثورة ديسمبر . فإذ أن العوامل الداخلية كالإرادة الجماعيّة الجماهيرية للمجتمع السودانيّ هي القوة الدافعة نحو تغيير موازيين عمليّات السلطة بالبلاد . ملاحظات : 1. لضرورة الإنتقال نحو الديمقراطيّة ، على الشارع أن يحرص على بناء الأحداث وخلق مواقفه الأصيلة تجاه متغيرات المشهد العام بالبلاد من خلال إجراء تقييم وتقويم فعليّ لمجريات قضايا الثورة ، لا أن يصبح مجرد ردة فعل اعتباطي لمّا يحدث في عجلة الانتقالية. 2. لبناء ثقافة سياسية جديدة أصيلة ، على الحراك الثوريّ الحرص على الاستفادة القصوى- من خلال العمل على تقييم واعي ومدرك للمفاهيم والتصورات المغلوطة في الحقل السياسي والاجتماعي تحديداً- من التجارب السابقة للتحوّلات السياسية التي لم تؤدي إلى تحقيق الإنتقال نحو بناء نظام مدنيّ ديمقراطيّ يستوعب تنوع واختلاف وتعدد المجتمع السوداني بأسره . ذلك لأن ثمة منظور عام رائج مازال ينظر بل ينشر مغالطات ونظريات مختلة على شاكلة ، السياسة لعبة قذرة غاية السياسي بلوغ السلطة ، والتي قد تهدد الرؤية الايجابية تجاه قضايا الشأن العام. 3. لبناء المدينة (نعم المدينة) السودانية النموذجية ، على المجتمع السودانيّ العمل على تفكيك الممارسات السياسيّة التي ماتزال تكرّس أهمية المؤسسات العسكرية في إدارة الدولة ، والشروع بالضرورة على تهميش العقليّة التي تسعيّ إلى تعزيز الانتهازيّة والسلطويّة والأبويّة والمحسوبيّة التي ماتزال معالمها واضحة في التصوّر السياسيّ التقليديّ. 4. لتعزيز أصالة ونجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، على الجميع الحرص التام على استمرارية المقاومة وخلالها التمسك الكامل بمنهج الحراك اللاعنفيّ (السلميّة) في الاحتجاج والنضال المدنيّ على كافة المستويات. 5. على العقل السودانيّ الثوريّ العمل – بضرورة عاجلة- على خلق تكتيكات مُقاومة لاعنفيّة جديدة تناسب متطلبات السياق السياسيّ الراهن ، والحرص على التقييم النضاليّ الواعيّ لأي حراك مقاومة آنيّة أو آجلة. [email protected]