مع صدور بيان مجلس الأمن بالإجماع وما تلاه من تصريحات الرئيس الأمريكي يتأكد لنا انا البرهان أصبح غير قادرا علي تشكيل حكومته الجديده اطلاقا لأنها ستولد ميته، وبدون حكومة مدنيه مقبوله خارجيا لن يتمكن الانقلابيين من تثبيت حكمهم حتي لو تمكنوا من السيطرة علي الشارع الملتهب، وهذا يبدو شبه مستحيل حاليا. بغض النظر عن حسابات البرهان وزمرته قبل الانقلاب فالمؤكد انهم لم يتوقعوا ان تتحرك الأحداث ضدهم بهذه السرعه، ويكفي ان الاتحاد الافريقي علق عضوية السودان لديه في خلال يومين فقط، وهذا امر غير مسبوق في تاريخ هذه المنظمه، علي الرغم من مساعي السيسي لشراء الوقت لهم حتي يتمكنوا من فرض الأمر الواقع. الانقلابيين الان في موقف مستحيل بسبب الجبهة الدوليه الموحدة خلف حمدوك، والجبهة الداخلية المشتعلة تماما والتي تفوق في تصميمها و عنادها ورفضها لمبدأ الانقلاب وكراهيتها للبرهان وحميرتي والكباشي، تفوق الجبهة الداخليه ايام ما بعد فض الاعتصام، حيث كان الشعب في حالة ذهول و صدمة ويفتقد للقياة الكريزمية، والخبرة اللازمه لمواجهة ذلك القدر من العنف التي ووجه به حينها، لكن الجبهة الداخلية الان تلتف حول حمدوك و أبطال لجنه مكافحة التمكين، وتستند الي خبرة سنتين من المقاومة المستمرة. وما يزيد الأمر صعوبه بالنسبة للانقلابيين انهم استفزوا الشعب بمسرحية اعتصام الموز ودفعوا الشارع دفعا للخروج ضدهم في 21 اكتوبر، مما يعني ان الشارع حصل علي فرصة ذهبية قبل الانقلاب مباشرة للتدريب والتجهيز للمليونيات المقبلة والاضرابات والعصيان المدني، ويكفي دليلا علي ذلك أن الشوارع ترست في غضون ساعات من إعلان الانقلاب.. باختصار البرهان في أحسن الأحوال سيضطر الي إعادة حكومه حمدوك التي كانت مستعده قبل اسبوع فقط للقبول به في المشهد السياسي في حال تخلي عن رياسه المجلس السيادي، وهذا امر مستبعد لانه يعيد البرهان ومرتزقته الي نفس الخانه التي دفعتهم للانقلاب علي حمدوك. اما السيناريو الأسوأ، وللأسف هو المتوقع، ان يلجأ المجرمين الي العنف والمزيد من سفك الدماء حتي يتخلي الشعب عن سلاحه الوحيد، وهو السلميه، حتي يدفعوا البلاد للفوضي علي الطريقه السورية، حتي يستمرون في الحكم. ارجوا من الله وادعوا اخواني الثوار للتمسك بالسلميه مهما تكلف الامر، لأنها الطريق الوحيد لارغام الانقلابيين علي الرحيل او علي الاقل لدفع شرفاء القوات المسلحه الي الانحياز للشعب.