*الغرفة المشتركة للحراك الثوري* *بيان إلى جماهير الثورة السودانية وقواها الحية* ( *تابعوا من شئتمُ أو طاوعوا من خفتمُ* *فالزاحفون إلى الفجيعة أنتمُ* *فقط إفهموا* *أن لا وثيقة أو وفاق* *ولا حقيقة أو نفاق* *تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم مِن رفاق*) التحية لجماهير الشعب السوداني الثائرة في شوارع الحرية و السلام و العدالة، الذين خرجوا في مواكب المقاومة المستمرة طوال الأسابيع الماضية رفضا لانقلاب 25 اكتوبر … وازداد هدير اصواتهم المجلجلة رفضا لاتفاق الخنوع الذليل بين الاسير حمدوك ومن أسره الانقلابي سافك الدماء البرهان. وقد اضحت المعركة الآن بين القوى الثورية التي تناضل من اجل تحقيق واقع افضل عبر انجاز السلام و تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على الحريات والعدالة وبين قوى الانقلاب المعادية للمدنية والديمقراطية و الموجوعة من انتصار الشعب في ثورة ديسمبر لانها لا تريد ان تتخلى عن امتيازاتها غير المشروعة التي حصلت عليها على حساب شعبنا الصابر. لقد كان واضحا للثوار ان هنالك عاملان دفعا العسكر للاستيلاء على السلطة. اولهما خوف قادة الجيشين: الجيش السوداني والدعم السريع من المساءلة على جرائم ارتكباها قبل الثورة وبعدها خصوصا فض الاعتصام. وثانيهما هو الخوف من زوال الامتيازات السياسية والاقتصادية ( الشركات والاستثمارات الخاصة– الذهب الخ) هذا فضلاً عن مخاوف قائد الدعم السريع على مصير جيشه. يضاف الى ذلك التحريض البغيض من بعض دول المحور والاقليم وروسيا للمكون العسكري بغرض استلام السلطة على غرار النموزج المصري. وكل حجج الانقلاب الأخرى، واهية، وغير حقيقية، فتداعيات سلام جوبا ومشكلة مسار الشرق صناعة عسكرية وتكوين الحكومة الحزبية بدلاً عن الكفاءات المستقلة كذلك والانفلات الأمني والفشل الاقتصادي كل ذلك وغيره كان للمكون العسكري النصيب الأوفى فيه. والشاهد ان حمدوك قد لعب دوراً سالباً هيأ البلاد لكارثة الانقلاب، فهو لم يستغل الزخم والتأييد الشعبي الكبير والسلطات الكبيرة التي منحتها له الوثيقة الدستورية ليستند عليها ويحجّم دور المكون العسكري بل تنازل طواعية عن حقه في إدارة السلام والاقتصاد والعلاقات الخارجية للعسكر، بل قبل أن يكون عضواً في الآلية الاقتصادية التي رأسها حميدتي. وقد اتسمت طريقة إدارته بسلبيات كثيرة منها الغموض والتحرك المنفرد والتردد والبطء في اتخاذ القرار وعدم مصارحة الشارع بالمشاكل… الخ. كل ذلك حيّد الدور الشعبي الداعم له في مواجهة المكون العسكري كما خلق فجوة ثقة فيه وفي قدرته وفي نواياه. هذا مع البرود تجاه قضايا الشعب الحقيقية وانصرافه لأجندة أعطت الانطباع باختلال سلم الأولويات عنده، فقد حدثت مشاكل قبلية واحترقت أطراف السودان المختلفة فلم يخرج ليقف مع مواطنيه في أقاليم السودان المختلفة. ولم يقم طوال فترة حكمه بزيارة جماهيرية لأية ولاية ولم يعقد مؤتمرات جماهيرية مع شعبه أو مؤتمرات صحفية مفتوحة يجاوب فيها على استفسارات الصحافيين والرأي العام. ثم جاءت مبادرته لحل الأزمة الوطنية التي قدم فيها تشخيصاً للأزمة تضمن تعداد أوجه الفشل في المرحلة الانتقالية، ولكنه شكل لها آلية ضمت رموز من المؤتمر الوطني في الإدارة الأهلية والطرق الصوفية، وبعض من كانو سببا في الفشل. واتضح ان جوهر مبادرته اثبات فشل الفترة الانتقالية والدعوة لتوسيع قاعدة الكتلة الانتقالية لتضم الجميع بما فيهم رموز من النظام البائد وهذا يتناغم مع المكون ما يريده العسكري من حيث تحميل القوى السياسية مسؤولية فشل الفترة الانتقالية بسبب صراعاتها. والدعوة لتوسيع قاعدة بالانتقال لحاضنة جديدة تقلص نفوذ الحرية والتغيير أو تستبعدها بالكلية مثلما استبعدت صناع الثورة الحقيقيين لجان المقاومة والأجسام الثورية. وكان العسكر قد عملوا على استبدال الحاضنة السياسية بعد اتفاق جوبا بالتحالف مع الحركات المسلحة وتكوين مجلس الشركاء. كل ذلك أشار إلى توافق أجندة حمدوك مع أجندة العسكر، مما شجعت على. المضي قدما في تنفيذ مخططاتهم وبلغ قمة ذلك في قفل منافذ الشرق واعتصام القصر تمهيداً للانقلاب. ان تلاقي أجندة حمدوك مع أجندة العسكر كان واضحاً بالنسبة لنا ولكتنا كنا نظن أن التغيير يمكن ان يتم بارادته كقائد ثوري يستطيع ان يجلب كفاءات ثورية في مجلس وزراء بديل وتشكيل مجالس تشريعية ومفوضيات تعينه على تحقيق أهداف الثورة واصرار على موعد تسليم رئاسة السيادي للمدنيين. ولكنه اختار بعد الدماء التي سالت مسايرة الانقلاب وهذا يعني احتراقاً كاملاً له. لقد واجه الشعب السوداني الانقلاب منذ لحظته الأولى بقوة وبسالة وتلقائية باسلة هزت الأرض تحت أقدام العسكر وسادتهم الاقليميين، وما زال الشارع قادرا على ردع الانقلابين العسكريين والمدنيين بما فيهم حمدوك الذي مثّل أتفاقه مع البرهان ضربة للشارع الثوري السوداني والثوار ولكل دعاة التحول الديمقراطي ومن أهم نتائج هذا الاتفاق الزميم حرق صورة حمدوك كرمز للمدنية مقبول من كل الأطراف رغم عيوبه البائنة. نحن في الغرفة المشتركة للحراك الثوري اذ نرفض بحزم جازم كل ما حدث قبل واثناء وبعد الإنقلاب المشئوم ندعو الى :- اولا : اصطفاف كل القوى الثورية في لجان المقاومة واتحادات المهنيين والاجسام الثورية والنقابية والمطلبية والمدنية لإسقاط الانقلاب والاتفاق الثنائي بين الآسر السفاك والأسير الذليل. ونطالب بارجاع العسكر الى ثكناتهم لاداء دورهم الدستوري في حماية حدود البلاد والحفاظ على أمن المواطنين. ومن ثم فتح الطريق لتحقيق اهداف الثورة وتأسيس سلطة انتقالية مدنيه كاملة، تقوم بتنفيذ مهام الانتقال. ثانيا : إرساء ميثاق سياسي واضح المعالم والبرامج يرتكز على تأسيس سلطة مدنية انتقالية مؤمنة بمبادئ ثورة ديسمبر وانشاء كامل مؤسساتها، على ان تكون لها رؤية واضحة لمعالجة جذور المشكلة السودانية وبناء السلام العادل والمستدام ووضع حد للضائقات المعيشية الممسكة بخناق شعبنا يتم التوقيع علي هذا الميثاق من قبل كل المكونات الثورية التي صنعت الثورة في الشوارع بعيدا عن كل القوى الرافضة للانتقال المدني الديمقراطي . ثالثا : تكوين قيادة سياسية من لجان المقاومة والمهنيين والقوى الثورية المتحالفة لتكوين السلطة الانتقالية التنفيذية والمجالس التشريعية الثورية. المجد والخلود لشهدائناالقدامى والجدد والقادمين وحتما سنقتص لهم جميعا # لا شراكة… لا تفاوض… لا شرعية # التصعيد.. التصعيد.. التصعيد # الثورة مستمرة والردة مستحيلة *الغرفة المشتركة للحراك الثوري*