لا أشك لحظة في أن الاتفاق الأخير بين حمدوك و العسكر كان أتفاقا سيئا و مجحفا بحق الثورة و بحق الثوار , الاحياء منهم و الشهداء- ولكن ماذا نحن فاعلون بعد أنكسار الجرة ؟ لاألوم من يريد مواصلة النضال لازاحة العسكر تماما من المشهد, كما و أنه ليس لي حقا أخلاقيا لتخوين من قبل بهذا الاتفاق: "لحقن الدماء و للحفاظ علي المكاسب الاقتصادية التي تحققت " كما قال حمدوك . تقول الاديبة الافريقية-الامريكية مايا أنجلو بأن حكمتها في الحياة كانت " كل شيء يعمل ضدك يمكنك أن تجعله يعمل لصالحك , ذلك ان أنت عرفت قانون الانعكاس له " . ماأدعو له في هذ المقال هو أن يكون ردنا علي صدمة الانقلاب هو أن نجعل الفترة المقبلة , اي ماتبقي من الفترة الانتقالية , فترة عمل مغايرة تماما لما كان عليه الحال من قبل ,في كل شيء يخص العمل العام . او كما يقول الفرنجة no more business as usual ساضرب مثلا لما أعنيه , بما يجب أن يكون عليه طريقة عمل والي ولاية الخرطوم القادم, وقس علي ذلك . الوالي القادم للخرطوم , رجلا كان أو امرة عليه الاستعانة لادرة الولاية بشباب و شابات لجان المقاومة أكثر بكثير من استعانته بموظفي الولاية . فاؤلائك الثوار الذين لايبخلوا بتقديم أرواحهم لوطنهم لن يبخلوا عليه بساعات عمل تطوعية لنظافة , تشجير و ادارة شئون احيائهم . أحلم بأن يقضي الوالي القادم معظم يوم عمله خارج مكتبه , متفقدا الاسواق , الشوارع , المواصلات , حركة المرور , و متفقدا مكاتب ولايته التي تخدم الجمهور (مجمع الجوازات بالسجانة نموذجا) . وفي مروره اليومي هذا سيتعرف علي معاناة المواطن البسيط الذي لاواسطة له , وسيساهم مع مستشاريه من لجان المقاومة في ايجاد حلول أبداعية من خارج الصندوق لكثير من مشاكل الولاية , مثل ايجاد و سيلة مواصلات جماعية عامة (تروللي ,بصات , قطارات صغيرة) ومثل ايجاد حلا جذريا لمشكلة عدم نظافة العاصمة و تراكم القاذورات بها , ومشكلة الاختناق المروري وفوضي الاسواق ! هذه البلد بلدنا و نحن اسيادها ولن ينهض بها غيرنا , فليعمل من بيدهم الأمر – في كل مرفق عام – كل مابوسعهم لتفجير الطاقات الابداعية لهذ الشعب العملاق و لنعمل سويا لبناء وطن عاتي , وطن خَيِّر و ديمقراطي !