أنا لا أخوِّنك فقد قمت بعمل مقدر قبل الإنقلاب في 25 أكتوبر وهو إنقلاب ذبح الوثيقة الدستورية على علَّاتها ورأينا أمعاءَها معروضةً في البيان الأول لقائدالإنقلاب، أمعاء مواد الوثيقة. أنت لست خائناً، ولكن أعتقد أنك ارتكبت غلطة الشاطر، فاشتراكك منفرداً مع المكوّن العسكري شرعنة للإنقلاب ليس إلًا. أنت حالياً لا تستطيع تكوين حكومة يرضى عنها غالبية شعبنا، كما لم يستطع قائد الإنقلاب من قبل خلال أسأبيع اختيار رئيس وزراء قبل غلطتكّ. فالشيء نفسه سيتكرر في الكفاءات الوطنية التي تلتمس منها المشاركة. فكل كفاءة لو كانت وطنية حقاً سترفض المشاركة. وبذا لن يتبقى أمامك سوى الفلول وأذنابهم. المليونيات يا دكتور عبدالله لن تتوقف وهي عمَّت وستعم معظم أرجاء الوطن بما في ذلك دارفور والشرق.الشباب من النوعين يشكلون ثلثي تعداد السكان وغالبيتهم العظمى ثوريون وخرجوا وصوتوا بحناجرهم القوية وهتفوا لآلاف المرّات(يسقط حكم العسكر).فإن لم يقتنع قائد الإنقلاب ومجموعة عصبة الخمسة التي قامت بالإنقلاب فعليك أن تعلم أن مجلس السيادة الحالي غير شرعي فقد كونه الإنقلابيون في مخالفة للوثيقة الدستوريةالسابقة الملزمة للمكونين. الآن بطلت تلك الوثيقة و بطل الإنقلاب بكل مكوناته، فما بُني على باطل فهو باطل.أنت الوحيد الذي لم يسرِ عليك الفصل بواسطة قائد الإنقلاب. بقيت مثل شخص نجا من انهيار منزل هلك جميع سكانه بواسطة معتدين وجاء المعتدون واستجاروا بك خوفاً من القضاء الدولي والشعب الغاضب، فوقعت بما يضمن سلامتهم.في نظري أنه يمكنك بدلاً من المضي في تكوين حكومة لا يرضى عنها الشباب الغاضب The angry young men and women أن تحاول إقناع الشباب والخمسة الإنقلابيين باستفتاء ترشح فيه لجان المقاومة خمسة لمجلس السيادة من النساء والرجال مقابل الخمسة عسكريين في مجلس السيادة الحالي المزيف.ويتم الإشراف على الاستفتاء الذي تقوم به أنت شخصيا الأممالمتحدة ويتم تسجيل السودانيين بالداخل والخارج. لو فاز في هذا الاستفتاء العسكريون سيقبل الشعب بهم على مضض طبعا لكن وجودهم سيكون شرعياً، أما لو فاز الخمسة الذين تختارهم لجان المقاومة فالشرط ان يعود الجيش لمهامه الأساسية كجيش محترف ويبتعد عن السياسة. النتيجة معروفة للكافة لكن لكي يتأكد الإنقلابيون أن الأغلبية الكاسحة من الشعب السوداني ترفضهم شخصيا وترفض حكم العسكر بعد 55 عاما من حكمهم بإضافة الثلاث سنوات الماضية. حينها يمكنك أيها الرجل الذي كنا ننتظره وهو حبيس أن تعود وأنت رئيس باعتبارك مخلصاً لبلدنا من أزماته رغم هناتك. هذا المقترح يبدو غريبا وسيلومني عليه كثيرون وربما يصفه البعض بالسذاجة. وسيقولون ماذا لو رفض الشباب لكن أغلب الظن أن يرفض العسكريون الخمسة. اناشدكم الضغط لتنفيذ الاستفتاء يمكن ان تقنع به القوى السياسية والمجتمع الدولي أما الشباب فقد صوتوا بحناجرهم ولم يبق إلا تعداد أصواتهم المليونية لو قبلوا. وهم لن يرشحوا خمسة لعضوية ورئاسة المجلس السيادي خبط عشواء وحبذا لو اختاروا امرأتين ورجلين. وعسكري وليكن العسكري ممن ساندوا الثوار أيام الاعتصام أو من مفصولي الجيش. مقترح خارج عن المألوف مقدمه: بشرى الفاضل كاتب سوداني وأستاذ جامعي سابق من مفصولي الإنقاذ هاتف 16479010962 [email protected]