ثورة ديسمبر المجيدة ثورة جماهيرية خالصة قامت بها جماهير الشعب خارج النخبة والأحزاب والبرجوازية الصغيرة بعد أن زهدت في نظام الإنقاذ. النخبة البرجوازية الصغيرة والأحزاب ناضلوا وقادوا معركة النضال مع الإنقاذ منذ يومها الاول ودفعوا فاتورة ذلك لكنهم لم يستطيعوا إسقاطها لأنه معركتهم مع الإنقاذ كانت معركة نخب مع البرجوازية الإسلامية الصغيرة التى تشكلت داخل مؤسسات الدولة المختلفة بعد مصالحة نميري كانت معزولة عن الشارع العريض أو الجماهير خارج الأحزاب والنخبة والبرجوازية الصغيرة الحزبية والنقابية والمالية اي صراع مصالح وهموم وأهداف وطموحات واشواق نخبوية بعيده عن الجماهير الشعبية معركة نخبوية. لما تحركت الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير عندما عجزت الإنقاذ عن تلبية حاجاتها واحتياجاتها المتمثلة فى اسياسيات وضروريات الحياة وانعدام الخدمات فكانت البداية من الدمازين ونيالا والفاشر وعطبرة فى الوقت الذي كانت في النخبة والبرجوازية الصغيرة الحزبية والنقابية تفاوض في الإنقاذ فى أديس أبابا من أجل المشاركة في السلطة والثروة وتوفير بعض الحريات ، وفى الخرطوم من أجل زيادة الرواتب وتحسين شروط الخدمة وهذه كلها هموم نخبوية وبرجوازية. استطاعت الجماهير الشعبية إسقاط الإنقاذ ودكتاتوريتها فى اقل من خمسة أشهر اسقطت الإنقاذ التى عجزت النخبة البرجوازية ثلاثين عاما عن إسقاطها تفاجأ الجميع بسقوط الإنقاذ وركبت النخبة والبرجوازية الصغيرة موجة الثورة ونصبت نفسها قائدا وممثل شرعي لها ومتحدث ومفاوض باسمها وبذلك ورثت الإنقاذ ودكتاتوريتها ، لكنها أهملت مطالب وهموم وأهداف وطموحات واشواق الجماهير الشعبية التى فجرت الثورة وانهت الإنقاذ وبدأت في تنفيذ وتطبيق مشاريعها وأهدافها وبرامجها الخاصة بها الأمر الذي عزلها عن الجماهير الشعبية ونفرها منها وفتح الباب لعودة عناصر الانقاذ تحت أجسام ومسميات مختلفة ومكن الجنرالات من الفرد بها واضعافها وفى الأخير الانقلاب عليها وسجنها. .. الثورة مستمرة ومنتصرة والنصر حليف شعبنا المجد لجماهير شعبنا المجد للشهداء .. [email protected]