واصلت واشنطن دعواتها للسلطات السودانية بالتراجع عن الانقلاب والعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي والإسراع في تشكيل حكومة انتقالية مدنية واستكمال هياكل السلطة. ورغم التصريحات الإيجابية التي يطلقها قادة الانقلاب عقب كل لقاء مع المسؤولين الغربيين؛ إلا أن الوضع على الأرض يثير الكثير من الشكوك لدى الإدارة الأمريكية لاسيما وأن أحداث العنف الدامي تجاه المتظاهرين تتزايد، كما تتزايد الهجمة الشرسة على الإعلاميين. وقد أعربت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية،" مولي في" في تغريدة لها عن استغرابها من ازدواجية تصريحات وأفعال القادة العسكريين إزاء احتجاجات الشارع. فقالت "مولي": "بعد أن التقيت مع المبعوث الخاص (الأمريكي إلى السودان) ساترفيلد والقادة العسكريين في مجلس السيادة، التزموا علنا بالحوار لحل الأزمة الحالية". ومضت المسؤولة الأمريكية قائلة: "مع ذلك، فإن أفعالهم – المزيد من العنف ضد المتظاهرين، واحتجاز نشطاء المجتمع المدني – تروي قصة مختلفة، وستكون لها عواقب".... انتهت تغريدة مولي في، لكن فيما يبدو أن قصة جديدة ستبدأ، فكيف سيكون المشهد في الفترة المقبلة؟. قلق المجتمع الدولي قلق مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية "مولي في" يقابله قلق وزير المملكة المتحدة لحقوق الإنسان لورد احمد، الذي أبدى قلقه من تأخير السلطات السودانية لزيارة الخبير الأممي لمجلس حقوق الانسان أداما دينغ، وقال لورد احمد في تدوينة له: مع التدهور السريع في أوضاع حقوق الإنسان، من الضروري أن تمضي هذه الزيارة بشكل سريع وأن يشارك المسؤولون السودانيون بحسن نية. عدم ثقة ومغازلة وفيما تظل التساؤلات تترى حول تهديدات "مولي في" والتبعات التي أشارت إليها عبر تغريداتها، يقول المحلل السياسي و استاذ العلاقات الدولية "الرشيد محمد إبراهيم" للراكوبة بأن مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية أرادت تذكير الرأي العام بما حدث عشية لقاء البرهان مع المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان. ويذهب الرشيد إلى ان "مولي" أرادت التأكيد على عدم مصداقية المكون العسكري، ومغازلة المدنيين في آن واحد، موضحاً بأن الجزئية الأخيرة من التغريدة هي محاولة كسب نقاط، في وقت يشير فيه الواقع الى وجود تفاهم بين الإدارة الأمريكية والعسكر. وتابع: "مولي في" لا تخاطب الحكومة السودانية وإنما الداخل الأمريكي وكذا الناخب، لكن ليس لديها كروت ضغط على السودان ولا تستطيع إعادته إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب. عصا أمريكية بالمقابل حذر المحلل السياسي السفير "الرشيد ابو شامة" من تهديدات مولي في. وأكد في حديثه ل "الراكوبة" إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمتلك عصا يمكن إشهارها في وجه المكون العسكري في أي لحظة وهي العقوبات الفردية التي أقرها الكونغرس الأمريكي. ويرى ابوشامة أن طبيعة الأمريكان تجعلهم يثقون فيما يقال لهم، ولكن إذا حدث خلاف ما قيل فإنهم يفقدون الثقة على الفور وهذا ما حدث. وقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت أصلاً بتجميد كل المساعدات ما يعني ان العقوبات التي يمكن انزالها بالعسكر هي العقوبات الفردية بتجميد الأرصدة وخلافه، وتابع: وعود المكون العسكري وعدم الايفاء بها جرح من كرامة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي وأثّر على مكانتها السياسية في بلدها ولذلك توعدت خلال تغريدتها بوجود تبعات. واكمل: للأسف المكون العسكري تعوّد أن يقول كلام ولا يقوم بتنفيذه حتى على مستوى الداخل.