لعلي كنت من الذين صدّقُوا مقولة (الرياضيات ما بيذاكروها) … رسخت تلك الاكذوبة في ذهني من ما دخلت مدرسة الموردة الابتدائية . طيب بينجحوا فيها كيف؟ . هذا دور جينات العبقرية الموروثة منذ الميلاد وعليه بقيت زول عربي ودين ساكت وشوية موسيقي وغناء ما معروف ورثتهم من وين . كانت جميع شهاداتي الدراسية مثل صباح العيد لا تخلو من كعكة الرياضيات الحمراء وتعليق ابو الفصل بالقلم الاحمر ابنكم يحتاج الي (عناية خاصة في مادة الرياضيات) وحتي اعوض هذا العارض الوراثي كنت اذود العيار بجرعات من العربي والدين حتي ابقي بصعوبة ضمن العشرة الاوائل … واذداد الامر (احمرارا) عندما دخلت مدرسة الاميرية المتوسطة بأمدرمان حيث لم تتغلب كثرة درجات العربي والدين علي شجاعة تلك الطلاسم في حساب المثلثات وجتا و(ظتا) علي راي احد الاصدقاء عديم جينات شطارة ال Math واحد (الهبل) مثلي الذين صدقدوا تلك العبارة التي لونت شهادات كثير من طلاب ذلك الزمان باللون الاحمر … وفرقتهم من احبائهم في الدفعة … وتحضرني هنا قصة احد الأصدقاء من الهنود (الحمر) في الرياضيات الذي لم يجد ما يملأ به فراغه (الرياضاتي) الا خطه الجميل الذي جعل ابو الفصل يستعين به في كتابة نتائج الطلاب فكان يكتب لنفسه شهادة ولا شهادة انيشتاين بدون كعكات ولا حتي حلاوة مولد ويحملها من سكات لابيه ليقنعه بان اسرتهم تجري في دمائها جينات العبقرية والحمد لله ملات (فراغي الرياضاتي) في مواد اخري مثل اللغة الانجليزية والاحياء حتي اضمن لنفسي مقعد في البص المتجه الي مدرسة الموتمر الثانوية مع بقية زملاء الدراسة من أبناء الحي وقد كان … وهنالك تغير الحال كليا وذلك بفضل ذلك الفتي الابنوسي الجميل عبقري زمانه الاخ فخرالدين جلدقون الذي اتي الي مدرسة المؤتمر من احدي مدارس غرب السودان وكنت محظوظا اذا كنت اجلس بجواره في فصل اولي (متنبي) … ومنذ اليوم الاول معه عرف ان جيناتي المخدوعة بتلك العبارة التي لونت شهاداتي باللون الاحمر ولا اكبر الشيوعين في البلد لن تؤهلني لاخطو شبرا الي فضاء احلامي … وكان رده مباشرًا وصادما (اذا اردت دخول الجامعة لابد من تحسين مستواك في الرياضيات) … طيب يازول دايرني انسي كل تأريخي (الاحمر) وابقي كوز يعني … انا عمري ما فتحت كتاب رياضيات في البيت انا زول سمع ساكت من الحصة ذي الموسقين السودانين لايومنون بالنوتة الموسقية (نجر) من الراس ساكت من كده كده يالترلاالي جميلة ومستحيلة … ضحك ببراة الاطفال ذلك العبقري … لا الكلام ده ما صاح لازم تبدا تذاكر الرياضات من اليوم وانا حاساعدك … وبدات تلك الرحلة المولمة … مذاكرة الMath … للضمان كده بديت احفظ جداول الضرب … بيقت ذي شافع الخلوة اليوم كلو اتمتم 12 في 12 مرات احسبها في اصابعى ومرات اكتبها في الواطة … صحي بالجد (النسعلكم) هي مش 145 ولا غيروها وشوية شوية الجينات بدات تنضف علي راي دكتور عوض دكام شكلو كده Kathrine Johnson عالمة الرياضيات الشهيرة من الاصول الافرقية في NASA كانت حبوبتنا. وسبحان مغير الاحوال…. عند ما يحط الطير علي رؤس الاولاد في الفصل بي فخر الدين بتاعهم ياتي حفيد عالمة NASA ود مامون ليحسم ما كانوا فيه يختلفون وتعلوا الابتسامة وجه استاذنا المصري الصعيدى (صابر) له عميق الشكر والامتنان جزاه الله خيرا وعظماجره … واتي ذلك اليوم الذي كنت احسبه غير موجود في Calendar ذلك العام حيث وقف استاذن االفاضل (صابر) في الفصل واعلن بصوت جهور عبدالحميد مامون الكامل 40 من 40 وهي الدرجة الكاملة لمادة الرياضيات في امتحانات النقل في ذلك الزمان . وبدات ادارة مدرسة المؤتمر تفاوضني مثل لعيبة الدوري الممتاز للانضمام الى فصل الAdditional Math تلك العبارة الذهبية في ذلك الزمان ولكن اخترت مساق الاحياء وعندماجلست لامتحان الشهادة اتي امتحان (فراق الحبايب) اخو الموت ولكن ما علي حفيد عالمة NASA فعندما تساقط كبار محاربي Math في ذلك الامتحان الشهير عام 1983 كنت في الموعد … شكرا حمدوك . طوال مسيرتي الاكاديمية لم ينافس كرهي للرياضيات الا عشقي لمادة الكمياء التي (تسطلني) رائحة البنزين في مركباتها العضوية واذدت (سطلة) بالجد عندما دخلت كلية الصيدلة حيث المخدرات بالجد من المورفين وانت طالع حتي اصبح اكل عيشي الان Drug Dealer. التحية والشكر للاخ العزيز استشاري الباطنية في انجلترا دكتور فخر الدين جلدقون وعميق الامتنان والعرفان لاستاذي الجليل صابر اينما وجد وحتي لاتفارقوا احبائكم ابنائي وبناتي عليكم بمراجعة الرياضيات اول باول حتي ان لمتكونوا احفاد Kathrine Johnson عالمة الرياضيات الشهيرة .