جاء في الطرفة ان احد اصحاب المزاج وقعت عينه على لافته مكتوب فيها (ابكر محمد ابكر) قال: والله ناس الغرب ديل (ضبو النبي ده ضبه) !! وعلى ذلك (قس) فقوات الدعم السريع والحركات المسلحة (ضبت الخرطوم ضبه) حيث جعلت من عاصمة البلاد صفيح بارود تحيط به امزجتهم الثملة بفعل الاحقاد المتوهمة وفي ايديهم ادوات الاشتعال الفاجرة والغادرة. ولعل ما رشح من اخبار عن تبليغ البرهان لمصر بالتحركات المريبة للفريق (خلا) حميدتي ونيته في القيام بانقلاب على انقلابه على التحول الديمقراطي ، وتوارد الاخبار بتحركات لمدرعات ومجنزات القوات المسلحة لوسط الخرطوم ، وابدال الحرس الجنجويدي القائم على حراسة بعض المواقع الاستراتيجية بقوات من الجيش ، وزيارات الانقلابي الاستعطافية للمدرعات ووادي سيدنا ومحاولته استنهاض وتعلية قيمة التداعي والاصطفاف لاخراج العاصمة والبلاد من (ضبة) اولاد الغرب التي باتت قاب قوسين او ادني من عملية الانقضاض والانتزاع الكامل لسلطة البلاد وجعلها تحت امرتهم وسلطانهم نكاية بما فعله بهم الاسلاميين خلال سنوات حكمهم او كما يزعمون بان ابناء الشمال قد سيطروا على حكم البلاد منذ فجر الاستقلال وحتى لحظة تطلعهم للانقضاض على الحكم وتغيير ديمغرافية البلاد استغلالًا لحالة الميوعة والسيولة الامنية التي بلغت مبلغ ان ينهب الناس على قارعة الطريق من القوات المامول فيها حمايته . عمومًا الوضع الان ضبابي مائل الى تغليب فكرة اتفاق ابناء الغرب على استلام السلطة وهذا المشروع الشيطاني لم يكن وليد هذه اللحظات فقد تم الاعداد والترتيب له منذ الزيارات المكوكية لقادة الحركات والدعم السريع منذ أنجمينا وباريس قبل التوقيع على اتفاق توزيع الغنائم الذي تم بجوبا تحت رعاية كاملة لرئيس جنوب السودان وبتمثيل كامل لابناء الغرب من جانب حكومة السودان والحركات المسلحة حيث كان يمثل حكومة السودان حميدتي وكباشي والاخير معلوم انه من جبال النوبة ولكن في عرف اتفاق السحنات (المدردم كله ليمون) ويمثل الحركات المسلحة قادتها من ابناء الغرب ، لذلك كانت (ضبة) ابناء الغرب المرسومة والمخطط لها منذ امد ليس بالقصير مقصودة ومتفق عليها ، والان جاء وقت التنفيذ المباشر . ساهم في ذلك الغباء المستحكم في الشق العسكري الذي بادر بالانقلاب على التحول الديمقراطي بدعم خفي من ذات الحركات المسلحة وقيادتها لاعتصام الموز الشهير مستغلين في ذلك الرجرجة والدهماء من ابناء الشمال الذين يخوضون مع الخائضين لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة التي تقودهم بلا أفق فكري وبوطنية صفرية وان ادعوا كمالها . الآن اصبح الامر واضح تمامًا ، ولا يحتاج الى تحليل او تدقيق او حتى بعد نظر ، وسفينة البلاد تمر في هذه اللحظات بمرحلة التوهان وانعدام الوزن ، ولعل امواج الغرابة العاتية الان تجرفها نحو شواطئ وجدانهم الجمعي، والكل يترقب لحظة الاعلان ، وعلو كعب الدعم السريع يقول بقرب تحقيق طموحات قائدهم المتنامية يومًا بعد يوم . الدعم السريع مكن لنفسه منذ العام 2019م واحتل المواقع الاستراتيجية بحرفيه عالية واختيار تكتيكي قاصد وقد فلت من مراقبة الضباط المزروعين في صفوفه منذ حكومة النظام البائد . لذلك اصبح قاب قوسين او ادنى من عزف النشيد الجنجويدي داخل صرايا القصر الجمهوري ممجدا دولة الغرابة شاء من شاء او أبى من ابى . وما بين اعلان ذلك وجاهزية القوات المسلحة يظل الشعب السوداني مراقبًا للمشهد التراجيدي وانفه تكاد تشم رائحة البارود . [email protected]