هان الجيش فاهان وطنه ومن يهن يسهل الهوان عليه ، فبرز لنا هذا الجاهل المتغطرس غطرسة فرعون، والمتغطي بوهم وغرور فاق وهم وغرور هامان ، فاخذ يصف ثورة من اعظم ثورات التاريخ بالعبثية ، ونسي ان من اتي به هذه الثورة العظيمة، ولكن عبث قيادات الجيش وسفه السياسيين الذي يمثل خيانة للثورة هو الذي رفعك وابقي بك علي قمة الهرم الوطني ، وانت الاجنبي المرتزق الغريب عن الجيش ومؤسسته . لقد كانت مساومة قذرة ، يدفع الان ثمنها الوطن ، وقد كررنا كثيرا قولا مشهورا بان الكوارث لا تاتي الا من المساومات في المسائل الجوهرية ، وكانت المساومات ، وكانت الكارثة ، وكان نتيجتها ان دفع هؤلاء بهؤلاء السياسيين الي الزنازين مساجينا ، واستشهد الأبرار من أبناء الوطن ، وعاني الوطن ومازال يئن تحت وطأة المحتل المرتزق ومرتزقته ، وخيانة الجيش ومن والاهم سكوتا وصوما عن الحق ، ولكن سيدفعون الثمن . اقول لحميدتي ان العبثية هي التي أتت بك ، والعبثية هي التي جعلت منك بطلا وانت نمر من ورق ايها الاجنبي المرتزق ، والعبثية هي ان يحييك من ظننا يوما بان هؤلاء ابطالنا ، ابطال الوطن وعزتنا وشرفنا ، فهان عليهم وطنهم ، وهان عليهم شعبهم ، فخانوا الوطن وباعوه وباعوا شعبهم ، والعبثية هي ان يجري خلفك خونة قومهم وقبائلهم وعشيرتهم من المنبطحين من الإدارت الاهلية من اجل حفنة من مال قذر تلطخ بدماء شعبهم ، والعبثية هي ان يتم استقبالك من البعض ويستمعون إليك وانت لا تعلم كيف تصوغ الكمات وتحرف مخارجها في اخلال يكشف عن فظائع وفضائح جهلك وخلفيتك ، والعبثية هي ان تبقي علي قمة وطن بني مجده وتاريخه ، ودمر بايدي الخيانة والعمالة من ابنائه ، الذين باعوه لامثالك ، والعبثية هي ان تسكت عنك نقابات كنا قد عشقنا نضالها وتاريخها ، فاصبحت داعمة لك بالسكات وسكاتها خيانة ، والعبثية هي ان تخاطب اساتذة الجامعات كاطفال في روضة ، والعبثية هي دعارة الاخلاق التي تمارسها بلا وجل ، وقد هيئ لك بأنك فوق الجميع، والعبثية هي ان تركت تمثل سودان العزة والشرف وتتحدث باسمه . لقد خاطبتم الشعب بالسلاح والخيانة والعمالة مخاطبة الجهلاء ، وخاطبكم الشعب سلاما ، وخرج في مواكبه مسالما ، وهو ينادي بالحرية والسلام والعدالة ، ولكن من لاقي ، انه الغدر والخيانة . لقد عبثتم بالوطن ، ولكن الوطن اراد الحياة ، ولا بد لليل الظلم ان ينجلي، ولا بد لقيد الحرية ان ينكسر ويتحرر الوطن . واذكرك ياحميدتي بقول المثل أمانا ما تحت السواهي دواهي وتحت الرماد النار ، فلا تأمن ، فالثورة مازالت بدواهيها وخفاياها الثورية ، فلا يغرنك سكون الشعب الحالي ، فالثورة قد اشتعلت وكسرت حاجز الخوف ، ومواكبها لن تتراجع حتي النصر ، والغد الباسم قادم ، وان غدا لناظري غريب ، فالويل لك من الغد عندما يكتب الشعب نهايتك ، ويأخذ بالقصاص ، ليرسم طريق الحرية والسلام والعدالة ، ويغني بملء فرحته في الشوراع بلا وانجلي ، حمد الله الف علي السلامة . [email protected]