مايجري في السودان منذ 25 اكتوبر هي حرب بين البرهان وحميدتي وقادة الحركات المسلحة ضد الشعب السوداني ومعلوم ان الحروب هي ابشع الممارسات الانسانية ولا يرغب فيها غير المستبدين من الحكام . لكي تستمر الحروب لابد من وجود عاملين مهمين الاول هو ان تكون للمحاربين دوافع كان تكون لهم قضية عادلة يموتون من اجلها مثل الدفاع عن الارض والعرض والمال او ان يكون المحارب مستاجر (القاتل ماجور) وهولاء يسمونهم المرتزقة والامثلة عليهم لاحصر لها وابرز امثلتهم الجنجويد وحركات مسلحة وجنود وشرطة جمهورية السودان (للاسف) بعد ان كانت هاتين المؤسستين حاميتين للبلاد وشعبها لكنهما صارا مكانا للمقاولات الحربية والارتزاق للمحاور الاقليمية واخيرا للحرب الداخلية بين البرهان وحميدتي ضد الثوار السلميين ومعلوم ان الحرافز في الحروب عامل مهم وجوهري خصوصا في الحروب التي لا تكون لها اهداف نبيلة وشريف وهذه تحتاج ان تقدم للجنود مايوزي تضحيتهم بارواحهم وسمعتهم في مجتمعاتهم حتى يستمروا في اشعال الحرب وسحق خصومهم بشتى السبل وبنا إن الغنائم بمفهوم التقليدي في الحروب لايتوفر في العدو (الثوار السلميين) فبدلا عن اغتنام مدافع ودبابات فينصرف الجنود لنهب الموبايلات (تعادل المدافع لانها تعري القتلة) والاموال على قلتها فهي غير انهم توفر لهم احتياحاتهم الدنيئة فهي تشبع رغباتهم الشريرة في الفتك باقرانهم من الطلاب وصغار الموظفين . ولمعرفة اهمية الغنائم في الحروب حتى في صدر الاسلام كانت عامل حاسم في الحروب هذا مع الفارق في الشخصيات والدوافع وماحدث غزوتي حنين واُحد لهو ابرز دليل على أهمية الغنائم في الحروب ونزلت فيها الاية المعروفة (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن …) . تطورت ثقافة الغنائم في دارفور وجبال النوبة وتبارت قوات الحنجويد وبعض الحركات المسلحة في تعزيز ثقافة المغنم والفي وكان نهب المواشي واغتصاب الحرائر هو ابرز الاسلحة من الطرفين حتى اصبحت ثقافة وانتقلت الى المدن السودانية وتفشت الظاهرة بشكل مخيف في الخرطوم بعد 25 اكتوبر واصبحت العاصمة المثلثة تعيش في رعب حقيقي يتفاوت بين النهب والسلب والاغتصاب في الطرقات والبيوت من افراد يفترض انهم حماة المواطن لكنهم اصبحوا سبب فزع المواطنين يتضح ان السماح او التغاضي عن افعال العسكر والشرطة والجنجويد والحركات انهم ليس لقادتهم مايقدمونه للجنود من اموال بعد ان أفرغوا خزائن الدولة في جيوبهم الغريقة غير السماح لهم باطلاق يدهم في حرمات الشعب بالنهب والسلب والاغتصاب وهو دافعهم للاستمرار في مهامهم القذرة وبالتالي تنفيذ مخطط قادتهم (البرهان وحميدتي وجبريل) في تحقيق اغراضهم المزدوجة في اذلال الشعب وتخويفهم وبث الرعب بينهم حتى يسهل حكمهم ولكن لايدرك هولاء القتلة ان هذا الامر سينقلب عليهم وسيصبح القتل والنهب ثقافة وسط الجنود لن يرعووا منه ابدا ولن تستقر البلاد ابدا ماداموا فيها . ولهذا سيكون لزاماً على اول حكومة ديمقراطية احداث تغيير جذري في القوات النظامية من جيش وجنجويد وحركات مسلحة باعادة الهيكلة والتسريح .