ليس 6 ابريل 2022 مجرد يوم مضى أو تاريخ عابر خاضع المساجلات والمناكفات بين رافضي الانقلاب وصانعيه . لكنه يوم حفر عميقا في تاريخ الديسمبريين خاصة والسودانيين عامة . فتلبية أعداد غفيره في مدن السودان المختلفة دعوة التظاهر في نهار رمضاني قائظ يركن الصائمون فيه إلى الكمون حيث الظل البارد . بل وبداية التجمع عند الواحدة ظهرا والتحرك عند الرابعة عصرا ما جعل الكثيرين مشفقين على نجاحه . كان هذا امتحانا قاسيا وتحديا كبيرا اجتازه الثوار بجدارة. هذا النجاح كان لا بد له أن يطرح أسئلة كثيرة ويعيد طرح رؤى لثوار رأوا غير طريق القصر وجهة للمظاهرات من قبيل هل الأجدى المظاهرات المركزية في إحدى مدن العاصمة الثلاث أو مظاهرات لامركزية في مدنها الثلاث؟ مسيرات ستة أبريل كانت بخمس مراكز في العاصمة كانت حاشدة كلها . لكن الأسئلة الأكثر إلحاحا كانت المدى الذي يمكن الوصول إليه بالتظاهر . فقد حدث اضطراب في نهاية المظاهرات . فتداخلت دعوات الاعتصام مع دعوات الانسحاب في الخرطوم بينما اعتصم ثوار مدني واحتل ثوار كسلا مقر الأمن الوطني . نعم إعطاء حرية التصرف لمختلف اللجان أعطى الثلاث تجارب المذكورة. لكن الأمر بالنسبة للكثيرين أعطى انطباعا بعدم التنسيق . وذهب الكثيرون إلى سؤال ماذا بعد الاستجابة وإلى أين تقودنا لجان المقاومة؟ سواء أكان من قبل الثوار أو مؤيدي الانقلاب المثبطين . وهو سؤال مشروع ومنطقي. عليه سينتظر الناس من لجان المقاومة تجاوز مرحلة تكتيكات خلخلة وتعجيز الانقلاب عبر النواجد المستمر في الشارع وكشف عنفه وتوجههه والسير في طريق الخطوات النهائية. ما نراه من حماس الثوار وتوحدهم يجعلنا غير مشفقين على بقاء جذوة الثورة متقدة . لكن كسب ثقة الجالسين على الرصيف سواء أكانا مع او ضد . والباعث على الاطمئنان ؛ هو أن كل ذلك دليل حيوية . [email protected]