خرج غندور من السجن وصرح قائلا ان ما حدث في 25 أكتوبر هو تصحيح مسار وليس انقلاب !! . تطابق موقف غندور وحزبه المحلول مع موقف الانقلابيين ومن معهم من الانتهازيين ، وأصبح واضحا ان الكيزان متغلغلين داخل الانقلاب. الكيزان لا يخافون من الجيش ، فهم قد عملوا عليه لثلاثين سنة ، تمت خلالها ادلجته بالكامل ، وتوجد جيوب عميقة جدا لهم في الجيش . كذلك هم لا يخافون من الدعم السريع ، فهم من صنعوه ، وهم من سربوا اليه كوادر كيزانية عسكرية ، لتكون عينا ورقيبا ، ومنصة انطلاق عند لحظة الصفر . هم لا يخافون من المهنيين، فقد سيسوا الخدمة المدنية وجعلوا لهم في كل منفذ من منافذ الخدمة المدنية كتلة من كوادرهم الخفية والظاهرة. هم لا يخافون من الاحزاب السياسية ، فقد شاركهم في السلطة الاتحادي والشيوعي والشعبي والبعث واحزاب الأمة الصغيرة ، ويعلمون ان هذه الاحزاب مجرد خواء ينعق فيه اليوم. هم يخافون فقط من شباب الشارع ، من أجيال جديدة لا هم لها سوى إقامة الدولة المدنية واسقاط كل النظم القديمة (المكعكة) وابتداع سودان جديد ، لا يرتكز على البندقية ولا الايدولوجيا المحنطة. حسب الكيزان لكل شيء ، حسابه ، حسبوا للقوات المسلحة والدعم السريع والاحزاب السياسية ومهني الخدمة المدنية ، ولكنهم لم يحسبوا حساب الاجيال الجديدة . سقط الكيزان لان الاجيال الجديدة التي دابت على الخروج ضدهم ، غيرت قناعات الجميع ، غيرت قناعات القوات المسلحة والدعم السريع والاحزاب السياسية والمهنيين ، غيرت المعادلة بالكامل ، فسقطت الإنقاذ . الان يعيد الكيزان نفس تجربتهم الماضية ، يتحالفون مجددا مع الجيش والدعم السريع والاحزاب الانتهازية ، وينسون الشارع ، يتجاهلون الشباب المنتفض ، فهل سيكون مصيرهم غير السقوط مجددا؟!!! . مازال الشارع سيد الموقف، لن يغير ظهور الكيزان في المعادلة ، بل سيصب تحالف الكيزان مع العسكر في صالح زيادة قوة وفاعلية ومصداقية الشارع. فقط المطلوب ان يتفق الشارع على قيادة مشتركة بين قواه الثورية ، وأن يتفق الجميع على برنامج عمل واضح لما بعد إسقاط انقلاب الكيزان رقم 2 . [email protected]