يطل علينا مشهد الجنرال المخمور وهو محاط برجال حراسته وأمنه مع بعض (الهتيفة) الجاهزون في فناء جامع الخرطوم الكبير ليذكرنا بتلك المسرحيات المعهودة التي كانت تقام للبائد البشير طوال سنوات حكمه البئيسة حتي سقط ، ومن ثمة تتوالي علينا مشاهد الافطارات لأناس لم يصوموا من سفك الدماء وكل الإنتهاكات المحرمة طيلة ثلاثون عاما وما زالت ربايبهم تفعل ذات المحرمات ، هذه المشاهد والمسرحيات انما تقرأ في خانة ما بعد إطلاق سراح قيادات الإخوان المسلمين إنعكاس ذلك علي عضويتهم المهزومة والتي اختبأت في جحورها المظلمة منتظرة اما نسيان التاريخ لها او تقية مع المجتمع الذي اجرمت في حقه . .. الجنرال المخمور وهو كامن في وحدته وعزلته وخسرانه المبين بعد قفزة الانقلاب الظلامية اتي من ينصحه بأنعاش الشياطين المصفدة باطلاق سراحها وفق صفقة جديدة تعد في الغرف السرية ولخلق سند موازي في معادلة الانقلابيين فيما بينهم ولذلك اي مشهد الآن مشهد معاد وسمج كما كان يعد في الماضي للمخلوع ، سوف يعاد تدوير المشاهد للجنرال المخمور وهو فرح، سعيد بذلك لأنه مجبول علي كل أنواع الغباء . .. الكيزان سوف يغرفون من ذات الالاعيب القديمة وليس في جرابهم غيرها وهنا يبرز السؤال الأهم : هل القوي السياسية المتحالفة مع قوي الثورة والمقاومة مستعدة لهذا النزال؟ . .. دعوني اجيبكم بكل صراحة ومثلما تكررت ألاعيب الكيزان، يتكرر ايضا خذلان القوي السياسية في رموزها لصوت وروح الثورة السودانية، من حجم الضعف الذي يعتريها سوف تتسابق في عادتها السرية لعقد الصفقات المخزية والاتفاقيات الطاعنة في الظهر لروح الثورة الحقيقية، كيف لا وهم كلما أظهر البرهان وكيزانه تماسك كذوب اخذتهم الرجفة وشعروا بالهوان وتسارعوا لمد الايدي لحلف الشيطان . .. ما فعله (برمة) ليس بمستغرب ولطالما فعله الذي علمه الكلام (الصادق) وهذه سلالة لا تنتهي عند برمة ولكن تمدد وتتمدد داخل جسم انخرته التكلسات والديناصورات والمدجنين ورهاننا فقط علي شباب داخل هذا الجسم كانوا علي الدوام مع شارع الثورة وعلي خلاف قياداتها الكئيبة ، هولاء هم الذين سوف يغيرون الحزب من داخله او يكونوا ويبنوا حزبهم الجديد وفق لمعاني الواقع السوداني الجديد . بقية القوي التي لا يعرف له موقف حتي الآن واضح وصريح، يا تري ماذا يرون في خاذليهم من داخل الجسم الفضفاض المسمي ب(قحت) ، هل يعالجون الخذلان بالصمت أم العلاقات الإجتماعية ام سوف يلحقونهم متلحفين عارهم ؟؟ . .. علي قوي الثورة الحقيقية الإستعداد بصورة اكثر تماسك وإرادة وصلابة، فالاتي يحتاج كل هذه الأدوات اكثر مما مضي مع تطوير يومي في الفكرة والمنظور وأدوات العمل . .. أصحاب الهبوط الناعم سوف يكون هبوطهم وعر بعد هذه التطورات والفرز الذي وصل لأعلي ذررايه وهذا بفضل جذوة الثورة المتقدة لثلاثة سنوات ويزيد ولا ساومت ولا لانت لها قناه ، ثورة روحها الطهر والعفاف والفداء الممهور بالدم والعرق والدموع، وعدم النسيان وهذه هي التميمة التي يجب عدم نسيانها ابدا . .. الثورة وعي وفعل وبناء مستمر .