هذا الكتاب هو مجموعة قصصية جديدة من كاتب يعتقد أن "الصدق في سرد الأشياء هو كالمشي فوق الجمر بنعال من ورق". وقصصه في غالبها مشي فوق حيوات من تركهم آباؤهم بالموت الباكر قبل حتى أن يَشِبوا ليقضوا عليهم فرويدياً. لقد امتلكوا أمهاتهم عفواً بلا عقد أوديبية. فهي قصص تُمتحن فيها العلاقات في العائلة "فلم ينجح أحد". فتجد أخاً يتحدث من القبر عن استيلاء خصم قديم على أرملته بواسطة أخيه. وتجد بنتاً يتيمة الأب ترتجل في خيالها شاباً عاشقاً جميلا. وتجد أماً تنتهز سانحة وفاة زوجها لتكون على رأس جنازته. فيكتنفها الخلاف بين من رأى ذلك كفراً بواحاً ومن رآه كسراً للذكورية بين الصفوة. ثم هناك الوالد المغترب الذي يسوءه ارتجال بنته من زيجة أجنبية حياتها فتهرب مع شاب من بني جنسها الآخر وتحبل منه بغير زواج. وهو ارتجال في عُرْفِه بينما هو أسلوب حياة حيث اختار أن يعيش. وتجد طبيباً نفسياً ومريضاً يرتجلان أدوارهما على قدم المساواة. والخلاصة من كل ذلك أن محمد المصطفى موسى قد قدم لنا شخصيات كظيمة غاية المتانة والتوحش والعبث .. كانت تبحث عن مؤلف .