البيان الذي اصدرته لجنة امن/ شرطة محلية الخرطوم حول دهس المواطن متظاهر مجتبى عبد السلام مثير للضحك والسخرية والعجب من جهة رسمية تحمي العدالة. فاذا لم تحترم الشرطة عقل المواطن فلتحترم عقل المجتمع الخارجي الذي يشاهد ويقرأ ويرصد ويحلل ويكتب ومكاتب المقرر الخاص لحقوق الانسان بالسودان ورئيس البعثة الدولية السياسية فولكر ليست ببعيدة عن موقع الحادث وهما يرصدان ويسجلان انتهكات حقوق الانسان. للمرة الثالثة على التوالي تسقط ادارة قوات لشرطة في امتحان الصدق والحياد بمحاولتها التستر على تصرفات النظامي المتفلت الذي يكافح المتظاهرين السلميين بالدهس ومطاردتهم بعربة دورية الامن في تصرفات لا مسؤولة سجلتها عشرات الكاميرات ومع ذلك تريدنا ادارة الشرطة ان نكذب عيوننا ونصدق بيانها. اما المرة الاولى فكانت حين وقف *مدير شرطة ولاية كسلا كسيرا مكسوفا لينكر وفاة المعلم احمد الخير نتيجة للتعذيب على ايدي رجال الامن وينسب وفاته لتناوله وجبة فول بالجبن* وليته صمت ونأت الشرطة عن الحادث وتركت الامر لإدارة الامن ورئاسة الجمهورية لتحمل مسؤولية اعلان وفاته او نكرانها او تبريرها. واما الحادثة الثانية لسقطات قوات الشرطة فقد كانت في المؤتمر الصحفي الذي عقده مدير عام الشرطة الفريق أول خالد مهدي إبراهيم يوم 18 نوفمبر 2021 لينفي سقوط 15 قتيل بالرصاص في مسيرة 17 نوفمبر 2021م السلمية وقال بكل أسف *قمنا بمراجعة جميع أقسام الشرطة وسجلاتها بالولاية وتبين لنا وجود حالة وفاة واحدة فقط لمواطن في محلية بحري (وسبب الوفاةوقوعه من سقالة)..!!* واما ثالثة الاثافي فجاءت في بيان لجنة امن/ شرطة ولاية الخرطوم قبل يومين بشان وفاة المتظاهر مجتبى عبدالسلام المقتول دهسا امام عدسات الاف كاميرات الجوال المبثوثة في كل مواقع التواصل الداخلية والخارجية وينسب البيان وفاته *لحادث مروري* ومثل هذا التبرير يعني اعطاء الضوء الاخضر لقوات مكافحة الشغب لتفعل ما تشاء. ولكن سرعان ما اكتشفت قوات الشرطة ضعف بيان لجنة امن المحلية فسارع المكتب الصحفي لشرطة السودان باصدار بيان صحفي معترفا بوفاة الناشط مجتبى عبد السلام نتيجة لحالة دهس وكما اعترف البيان لظهور أحد المسلحين القناصة. وجاء في بيان المكتب الصحفي لقوات الشرطة الصادر من هيئة التوجيه والخدمات – الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة ما يلي : *إشارة لبيان لجنة امن ولاية الخرطوم تؤكد رئاسة قوات الشرطة انها شرعت في إجراء تحقيق عادل وشفاف دون تردد وهو واجب حتمي وإلتزام اخلاقي وقانوني تقوم به الشرطة في مثل هذه التصرفات الفردية التي صاحبت تعامل القوات بجوار موقف شروني حول ما تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي وإحدى القنوات الفضائية لواقعتي تهور وطيش لسائق دورية الشرطة وسط المتظاهرين وهو سلوك مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يشبه الشرطة وإرثها الممتد لأكثر من مائة وأربعة عشر عام في خدمةً للوطن والمواطن* *وكذلك (سيتم التحقيق) في مقطع فيديو لشخص يحمل مسدس(طبنجة) وهو يتاهب للقنص والقتل لمعرفة هويته وتحديد تبعيته ان كان (نظامي او متظاهر مندس) لكشفه وتقديمه للعدالة بأسرع مايمكن دون تستر اومحاباة لإعطاء كل ذي حق حقه* *المكتب_الصحفي_للشرطة 6/مايو/2022 م* ومن جانبنا نشكر الشرطة على بيانها الذي جاء ليجب بيان لجنة امن المحلية نتيجة لانتشار مقاطع عملية الدهس بالداخل والخارج. ونامل من ادارة قوات الشرطة الاسراع في تنفيذ وعدها بالتحقيق وتوقيف سائق الدورية المتهم بالقتل وكشف هوية المندس حامل الطبنجة المتأهب لقنص المتظاهرين السلميين والتي *تطوعت ادارة قروب منبرشات بمساعدة الشرطة بكشف هويته وصورته وارقام هواتفه والادارة التي يتبع لها.* فالمتوفي مواطن سوداني قتل غدرا ودهسا على يد نظامي متفلت تصرف بتهور وطيش *ولا يعقل ان يكون قد تلقى اوامر من قيادته للقيام بذلك.* وطالما انه لم يتلق امرا للقيام بمثل هذه التصرفات الطائشة اللامسؤولة الجنائية فمن حق اولياء الدم واسرة القتيل المكلومة ان تجد النصر والعدل من قوات الشرطة السودانية بشفافية وحياد وتقديم الجاني للعدالة *ونأمل ان لا يطول انتطارهم ويكون الامر مجرد بيان للاستهلاك الخارجي* [email protected]