فداك وفي حواك يا مدد الكلام عفوك انت ورضاك برنا ليك تام وبحلم في هواك بي حسن الختام دينك كم علينا منك والدينا وأجمل مالدينا من يوم السماية ومن قبل الفطام مازال الشارع يحدث عن موقفه، ويفرض سيادة الجماهير وقدرتها على فرض ارادتها على العصابة والتسوويين والمجتمع الدولي. جميع تلك القوى تناور، والمواكب والمسيرات لا تتوقف يوميا، والاستعدادات للثلاثين من يونيو القادم تتراكم عبر الفعل الثوري والمواكب اللامركزية، ونذر الزلزلة بدات اليوم بحراك مدني التي شهدت شللا تاما في المواصلات. ومن لا يرى فعل الشارع وصناعته للحدث السياسي، فليتامل خطاب التسوويين المستميت في انكار عودة الشراكة مع العسكر، والذي يناور بحكومة التكنقراط والانتخابات، وكأن الشراكة تستلزم وجود التسوويين مع العسكر المجرمين في الحكومة، وكأن حكومة ما بعد انقلاب القصر لم تكن حكومة تكنقراط. فخطاب التسوويين المهزوم والمخاتل، أساسه رفض الشارع للتسوية وصموده في وجه تحايلهم على التفاوض، واقتناع العصابة الحاكمة ومن خلفها المجتمع الدولي الداعم لها بأن حوار السلام روتانا لن يصل الى شئ ملموس، ولن يخرج العصابة من ورطتها. لذلك تعمل الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الاقليمية المنخرطة في مشروعها ، على تمرير التفاوض والتسوية عبر التكتيكات التالية: 1- تغيير المهمة الثورية من تفكيك وإزالة التمكين إلى تصفية الانقلاب الاخير الكاشف. علما بأن تصفية الانقلاب الاخير، ليست سوى اسم دلع للشراكة، يسمح بإعادة انتاجها لتعميق الأزمة وتصفية الثورة. التيار التسووي يحاول جعل تصفية الانقلاب او إنهائه كما يقول هو المطلوب بدلا من تفكيك وإزالة التمكين، وكأنه يقول أن الشراكة التي سبقت الانقلاب كانت صحيحة ويجب أن تعود!!! والواجب هو ألا نمرر محاولة اعادة صياغة المسألة الاساسية والتناقض الرئيس في هذه الازمة. فالتناقض هو بين راس المال الطفيلي الذي تمثله العصابة الحاكمة وبين الشعب السوداني، وهو تناقض تناحري لا سبيل للتعايش والمساكنة في ظله، ولا يمكن معالجته عبر التفاوض او الشراكة، وحله فقط يتم عبر اسقاط هذه العصابة وضرب سيطرة راس المال الطفيلي عبر تفكيك وإزالة التمكين. 2- تمرير التفاوض عبر تجاوز رفضه بتغيير المكان والاطراف، بحيث يصبح الأمر هو خلاف على من يفاوض واين يفاوض، بدلا من خلاف على جدوى التفاوض نفسه ومشروعيته بالاساس. فبدلا من أن يتم التمسك بموقف الشارع الرافض للتفاوض مع عصابة العسكريين الحاكمة، يخرج علينا التيار التسووي بزعم انه رفض تفاوض السلام روتانا ووجود الفلول في هذا التفاوض، أي انه ضمنيا قبل التفاوض بشرط استبعاد الفلول منه. وبهذا يتحول الصراع حول شروط التفاوض بدلا عن التفاوض نفسه، ويتم تمرير التفاوض عبر طرد العصابة للفلول من العملية إن رغبت في ذلك، وتصبح عملية التفاوض بينهم كممثليين اصيلين للتمكين وبين التسوويين مشرعنة، ويتم الالتفاف حول رفض الشارع للتفاوض. 3- رفض خطاب التسوويين للشراكة مع قبولهم للتفاوض ومبدأ التسوية عملياً، والترويج لعودة العسكر للثكنات !!! وعبر هذا يتم تمرير الشراكة تحت غطاء حكومة تكنقراط، يصبح الصراع حولها هو شغل القوى السياسية بدلا ان يكون الشاغل هو طبيعة النظام الانتقالي نفسه. وكذلك يتم عبر تمرير عودة العسكر للثكنات المزعومة، استمرار شرعنة الجنجويد باعتبارهم عسكر وهم ليسوا كذلك، وبقاء جيش الانقاذ كما هو دون إصلاح وإعادة هيكلة، وإستمرار هيمنة جيش الانقاذ والجنجويد وجهاز امن الانقاذ المسكوت عنه على الاقتصاد بواسطة شركاتهم، التي يسعى وزير مالية الانقلاب المزمن لخصخصتها وتمكين الراسمال الاجنبي والطفيلية المحلية من رقبة الاقتصاد السوداني من خلال بيعها لهم، وصنع مناخ يقود لمزيد من الافقار. 4- تسويق الافلات من العقاب عبر تشجيع التسوية السياسية واعطاء قبلة الحياة للعصابة الحاكمة، والتشديد على ضرورة المحافظة على اتفاق جوبا المشئوم وكأنه كتاب سماوي مقدس، مما يقيض لحركات المرتزقين داعمي الانقلاب الكاشف البقاء في السلطة والاستمرار في اعاقة الانتقال الى دولة مدنية خالصة، وتزوير إرادة المتضررين الحقيقيين من الحرب، ووضعهم تحت مظلة اتفاق سلام كاذب، في حين ان الصراع المسلح مستمر في حصدهم حتى يوم أمس. وبالطبع شعبنا واع، وهو لم يرفع لاءاته الثلاثة عبثا او تطرفا، ولكنه رفعها عن يقين تام بمتطلبات التغيير الثوري التي يمكن تلخيصها فيما يلي : 1- اسقاط دولة الانقاذ عبر تفكيك وإزالة التمكين وتصفية آثاره. 2- الاسقاط يتم عبر النضال وبأدوات الشعب المجربة لا بالمفاوضات مع الذراع الضاربة للإنقاذ والشراكة معها. 3- اقامة دولة انتقالية مدنية لا شراكة فيها مع عسكر الانقاذ، تفكك بشرعية ثورية وتبني بشرعية ديمقراطية في اطار يؤسس لتحول ديمقراطي. 4- محاسبة جميع المجرمين وعلى راسهم العصابة الحاكمة على جرائمهم ومنع الإفلات من العقاب. 4- بناء مؤسسات دولة بديلة لمؤسسات تمكين الانقاذ وخصوصا بناء مؤسسات بديلة للمؤسسات العدلية الخربة. 5- تضمين كل ما تقدم في وثيقة دستورية تصيغها قوى الثورة ولا يشارك فيها العسكريون او الفلول. طريق شعبنا واضح، ووعيه بهذا الطريق تجذر، ولن يتمكن الاستهبال السياسي من تضليله عبر المناورات المنوه عنها أعلاه. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!!. [email protected]