أقول دون رهبة أقول دون زيف أموت لا اخاف أين أو متى وكيف أموت لا اخاف كيفما يشاء لي مصيري أموت لا أخاف بقدرما اخاف ان يموت لحظة ضميري كان هذا لسان حال الثوار في مليونية السادس والعشرين من مايو 2022م، حين تصدوا لهجمة قوات العصابة في باشدار، وحين دفعوها للتقهقر وللتحول الى الجنون بإستخدام العنف إلى حد حرق أحد البيوت وانتهاك حرمة مستشفى الجودة بالغاز المسيل للدموع. لم يتراجعوا ابدا وواصلوا التحدي، لينتهي اليوم بمائة وواحد واربعون إصابة، واحد وتسعون منها اصابة مباشرة بعبوات البمبان، وثمانية دهسا بالتاتشرات، والأخرى كسور وضرب بالطوب والعصي والرصاص الحي. وبالرغم من ذلك يقول فولكر في احاطته لمجلس الامن ان العنف قد انخفض، في محاولة لتسويق مشروعه للتسوية عبر التفاوض المباشر الذي يعد طاولته بين العسكر والمدنيين كما أفاد. والواضح أن المذكور لا يرى أن الصراع في حقيقته صراعا اجتماعيا جذره سيطرة راسمالية طفيلية على مقدرات شعب بأكمله، عبر عملية تمكين محمية بإنقلاب قامت به طلائعها العسكرية والامنية، حيث يسعى هذا الشعب عبر ثورة مستمرة للتخلص من هذه الشريحة وسيطرتها، بل يحاول أن يصوره على انه صراع بين عسكر ومدنيين على السلطة قابل للحل عبر التفاوض، بعيدا عن الجذور الاجتماعية والطبقية للصراع. وينسى في خضم ذلك ان انقلاب العسكر والامنيين التابعين للانقاذ، قد تم دعمه من قوى مدنية، وترغب في الشراكة معه من مواقع التبعية المتخلفة قوى مدنية اخرى، كما يتناسى عمدا ان هنالك قوى تحمل السلاح لا ترغب في الالتحاق بتسويته، غير القوى المدنية الثورية التي رفضت صراحة التفاوض مع العسكر. كذلك تبين احاطته، انه يرى ان القيادة الانقلابية الانقاذية المفروضة على الجيش، هي العسكريين الذين يجب أن يتفاوض معهم المدنيين للوصول الى حل، وفي نفس الوقت يزعم بانه لا يدعم الافلات من العقاب!!! وهو بالحتم في هذه الحالة يظن- وبعض الظن اثم- ان الجيش عبارة عن قوة اجتماعية موحدة خلف الراسمالية الطفيلية وذراعها العسكري. والواضح من احاطة فولكر، ان مشروعه هو محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وانتاج شراكة جديدة قديمة بين التيار التسووي في (قحت)، ونفس العصابة التي كانت شريكة له، في اطار تبعية مطلقة للدول الاستعمارية. وبلا شك ان طرفي هذه الشراكة على أتم الاستعداد للعودة إليها، والتفاوض بينهما سيكون على القدر من السلطة الذي يمكن ان يتنازل عنه الانقلابيون للشركاء القدامي الجدد، في اطار الاشراك لا الشراكة الفعلية. واستعداد الانقلابيين يتضح مما ذكره ممثلهم في الاممالمتحدة، الذي اكد بانهم على استعداد لتسليم السلطة للمدنيين بأحد طريقين : لحكومة مدنية متوافق عليها، او عبر انتخابات عند انتهاء الفترة الانتقالية. وهذا يعني أن العصابة مصرة على حماية مكتسبات التمكين، إما عبر توافق يبقي على سلطتها الفعلية ويغطيها بحكومة شبه مدنية جديدة، أو عبر انتخابات مسيطر عليها تديرها هي لتنتج الحكومة التي تريدها بعد أن تعيد ترسيخ اقدام التمكين فيما تبقى من فترة انتقالية تمنع الانتقال!! . ويلاقي هذه الرغبة تصريحات التيار التسووي بأن لا سبيل لهزيمة الانقلاب الا التفاوض، وهي تصريحات تبدأ من مواقع الهزيمة والاقرار بان الانقلاب له اليد العليا ، والرغبة في التفاوض معه لعدم القدرة على هزيمته. وهذا يعني بوضوح الالتحاق به وبسلطته. كذلك يلاقيها اعتزاز البعض من التسوويين بانهم هبوط ناعم، بمعنى انهم متصالحون مع بقاء واستمرار التمكين، وراغبين في الالتحاق به واقتسام بعض فتات السلطة معه. هؤلاء هم من اشار فولكر الى انهم موافقون على الحوار او التفاوض مع العصابة، وان بعضهم يفضل التفاوض غير المباشر، ومن ثم جزم بانهم جميعاً سوف يكونون طرفا في طاولة التفاوض التي سوف تنتظم قريباً!! لهم جميعاً نقول، ليس هذا طريق شعبنا للخروج من الأزمة، بل طريق إعادة انتاج وتعميق الأزمة. فطريق الخلاص هو طريق الشوارع التي لا تخون، مع تنويع ادوات النضال وخلق مركز موحد للمقاومة. طريق الاضرابات المتدحرجة التي تبدأ مطلبية وتنتهي سياسية حتماً، وبشائرها بدات بإضراب المعلمين سابقا، واضراب موظفي وعمال السلطة القضائية الحالي، في تحد واضح لسلطة رأس المال الطفيلي. هذا هو طريق الشعب، المحمي بلاءاته الثلاثة، والذي رواه بدماء شهدائه الغالية، ولا سبيل للتراجع عنه لتجريب المجرب وحصاد الندم. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! . [email protected]