سميناه اعرج لأنهم راهنوا علي خيبتهم التي ذهبت بهم الي احط منازل التاريخ، حيث دمروا القوات المسلحة لأجل تمكين شذوذهم، وضلال فكرهم المهزوم. ذكرنا في مقال الامس كيف كانت الفكرة في ان يتم صناعة حرس ثوري لحماية نظام ملأ الخرطوم باللصوص. بدأوا في عملية الإعداد، والتدريب المتقدم، فكانت البداية بقدس 1 " قدس واحد" هذا إسم اول دفعة لتدريب الجنجويد علي يد العميد عادل عبد الحميد "ابوعضل" ياور المخلوع، والمقدم بشرى الصادق المهدي التابع لجهاز الامن، والمخابرات، والذي اشرف علي إنضمام الجنجويد الي جهاز الامن، قبل تبعيتها الي رئاسة الجمهورية تحت قيادة المخلوع المباشرة. ذكرنا فكرة تطعيم هذه المليشيا بعناصر من الضباط الكيزان للبدأ في عملية التهجين، وعندما تصاعدت وتيرة احداث الثورة قاموا علي عجل بنقل ضباط كيزان من جهاز الامن لضمان السيطرة علي هذه المليشيا في وقت احسوا فيه بالخطر. بعد سقوط النظام دخلت مخابرات الامارات علي الخط، وتبنت تمويل، وترتيب مليشيا الدعم السريع بشكل مباشر، بالتنسيق مع المملكة التي عملت علي حل وحدة العمليات الموالية لصلاح قوش، حتي لا تُفرض معادلة جديدة علي الارض بعيدة عن إرادتهم، حيث حرب اليمن التي لا تحتمل التأخير في تدفق المرتزقة السودانيين، وما ادراك ما العميل طه، وعبد الغفار الشريف. لا تزال عمليات التدريب، والتجنيد جارية علي قدمٍ وساق، وتشهد معسكرات تدريب الجنجويد توافد الآلاف، اكبرها يضم 300 ثلاثة الف مجند بمحلية ابوحجار جبل قريريصة، ويشرف علي تدريبهم عدد من ضباط الجيش الكيزان، في الخدمة، وبالمعاش. يُقابل ذلك تجفيف كل معسكرات تدريب القوات المسلحة، واصبحت مقرات للجنجويد، ويظل التجنيد الي صفوف القوات المسلحة متوقف تماماً، حيث نشهد تنامي وتيرة التجنيد، وتخريج الدفعات الواحدة تلو الاخرى لصالح الحركات المسلحة، والمليشيات. عندما فتحنا ملف إرتباط الكيزان بهذه المليشيا، ورهانهم عليها كمدخل للتخريب، وعرقلة مسار الثورة، والإنتقال نحو التغيير جن جنونهم، وبدأوا في الصياح، والعويل. خط الكيزان هو التركيز علي إختزال الامر في شخص حميدتي، واسرته بعيداً عن ايّ تفاصيل اخرى تخص هذه المليشيا لأنها حصانهم الاعرج الذي سيسقطه الشعب السوداني العظيم. نكرر حل هذه المليشيا يعني البداية الحقيقية في تفكيك قوة النظام البائد، واقذر مؤسساته. يعلم الكيزان علم اليقين انه بغياب هذه المليشيا سيكون ظهرهم مكشوف داخل القوات المسلحة، التي يمكنها التعافي بسرعة من آثار الدمار الذي لحق بها، وهذا مرهون ببروز قيادة جديدة تقترب من مطلوبات الثورة، وستتشكل هذه القيادة شاء من شاء، وابى من ابى. اسفي اقعدوا حصان الوطن "جيشه القومي" واسرجوا حصاناً اعرجاً يشبه مشروعهم المعطوب. [email protected]