تضجرني جدًا الأخطاء الاملائية والنحوية وهلم في أي كتابة، خاصة بالنسبة للصحف ونشرات الأخبار في القنوات الفضائية، فتجدني وبالصوت العالي أقوم بمهمة تصحيح مذيعة الأخبار عندما تخطئ في النحو والصرف، (معلمون وليس معلمين يا أستاذة! ،، قُتل مجندون وليس مجندين يا أستاذة، عشان مبني للمجهول!.).. وهكذا. مع أني لست ضليعًا وفي حاجة ماسة لمن يقوم بتصحيح ما أكتب، فلست على إلمام كافي بهذا الأمر!. في مرة كلفني أستاذنا يحيى العوض رئيس تحرير صحيفة (الفجر) التي كنت سكرتير تحريرها بلندن، أن أتولى مهمة التصحيح لمدة ثلاثة أيام ريثما يصلنا المصحح الجديد والذي تأخر عن استلام مهامه لظروف تتعلق بأسرته. بهذه الصفة كنت أقوم بتصريف أعباء الوظيفة وقلبي في يدي، حيث أعتبرها من أخطر أنواع العمل الصحفي في أي مطبوعة!، وكنت حريصًا ألا أقع في أي مطب له علاقة بتمرير خطأ هنا أو هناك لا قدر الله!. في مرة كان المينشيت في صحيفتنا يقول (النظام يتغول على مهنة الصحاف)!، وبالطبع لم أنتبه لغياب حرف الهاء لكي يعتدل المعنى ويصير (الصحافة)!. ثم صدر العدد!. عند تصفحي له في صباح اليوم التالي، اعتراني هم وضيق وكدر من هذا الخطأ الفادح الذي لم أنتبه له، خاصة وهو في مينشيت بالصفحة الأولى وليس في مقال داخل الصحيفة!. حضرت باكرًا، وقبعت منتظرًا أول الواصلين لمقر الصحيفة، كان أستاذنا الراحل حسن ساتي الكاتب الراتب عندنا، وعندما بدأ تصفحها وأنا أتابعه بقلق وتوتر، تحول بشكل عادي للصفحات الداخلية!، سألته ما إن انتبه لأي خطأ بالصفحة الأولى، عاد يراجعها، فنفي أي خطأ بها، قلت متسائلًا: كيف يا أستاذ ،، ألم تنتبه لكلمة الصحاف؟!، سألني ماذا فيها؟ قلت لقد سقط منها حرف التاء لتصير الصحافة، فقال لي ضاحكًا عليه رحمة الله أن معناها هكذا أيضًا يعد صحيحًا من الناحية اللغوية!، ثم أوصاني بمراجعة أي معجم للغة العربية حتى أتأكد!. وهكذا ومن حيث لا أدري ورد المعنى دون أي خطأ!. وفي مرة أخرى، كلفني رئيس تحرير مجلة (صحاري) التي كنت سكرتير تحريرها بجمهورية هنغاريا أن أقوم بصياغة إعلان عن حاجة المجلة إلى (مصحح) لغوي عاجلًا، فكتبت العنوان هكذا: المجلة في حاجة (لمصحصح) لغوي وكنت بالطبع أقصد كلمة (مصحح)!، فجاء المعنى بدون أي خطأ من حيث لا أدري أيضًا!، حيث فهم القراء بما فيهم رئيس وهيئة التحرير أني قصدت أن يكون الإعلان غير تقليدي وبأننا في حاجة لمصحح (مصحصح) ما داقس،، بمعنى منتبه ولا تفوته أي شاردة أو واردة!. أيها القراء الأعزاء ،، تلاحظون أننا في الميدان نحتاج (لمصحصح) ما داقس!. الميدان