بات من شبه المؤكد سفر البرهان الي نيويورك لالقاء كلمة السودان امام الجمعية العامة للامم المتحدة، واعتقد ان جهود كل من مصر والامارات واسرائيل قد افلحت في هذا المنحي، البرهان سيركز في خطابه النيويوركي علي ان مؤسسه الجيش السوداني مستعدة الان قبل غدا للاعتراف باي حكومة منتخبة ديمقراطيا تاتي عبر صندوق الاقتراع في السودان، البرهان سوف يستميت لاقناع الولاياتالمتحدة خاصة والغرب عامة بان العسكر فعلوا كل ما بوسعهم لتجنيب السودان اي انزلاق نحو الهاوية لكن المدنيين هم العثرة اما اي تحول ديمقراطي حقيقي، البرهان سيعلن بانه يمد يده بيضاء لامريكا خاصة للتعاون في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات وغسيل الاموال، كما ان البرهان سوف يحاول اقناع دول الاتحاد الاوروبي بانه عسكر السودان لديهم خطة للقضاء نهائيا علي عصابات تهريب البشر لاوروبا عبر الهجرة الغير شرعية التي اصبحت كابوس مرعب يهدد ديمقرافيا القارة العجوز. لكن اكثر ما يهم الولاياتالمتحدة من عسكري السودان هو ملف القواعد او التواجد الروسي في شرق وغرب السودان، او بمعني اخر اعتراف امريكا باي نظام مهجن عسكري-مدني سيكون مرهون بطرد الروس من السودان نهائيا ومرة واحدة، ودمج قوات الدعم السريع وبقية المليشيات الدارفورية في الجيش السوداني، وهو ما تريده المخابرات المصرية حيث يسهل عليها (اي المخابرات المصرية) التعامل مع الوضع السوداني بكلياته بمنتهي السلاسة. لكن هل سيوافق الدعم السريع والميليشيات الدرافورية علي دمج قواتهم في الجيش؟ بل هل سيوافق الجيش اصلا في دمج هذه القوات ضمن صفوفه بنفس رتبهم العسكرية التي جاءو بها من الخلاء؟؟ . ايضا عزيزي القاريء لا تفوت فطنتنك بان الفلسفة الامريكية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لا يهمها كثيرا العسكرتاريا والديمقراطية بقدر ما يهمها ان الحاكم ومنظومته في البلدان العالمثالثية تستطيع ان تسيطر علي وحدة البلاد من الانهيار اي ان امريكا تفضل ديكتاتورية منظمة ولا ديمقراطية مجهجهة وفي ظل فشل المكون المدني في الاتفاق حتي مع نفسه سيظل البرهان للاسف الشديد هو الوجه المقبول امريكيا الي حد ما . ان تقبل الولاياتالمتحدة بسفر البرهان الي نيويورك الايام القادمات يعني ببساطة ان الادارة الامريكية مبدئيا قبلت بنظام عسكر السودان ان يكون ممثلا للامة السودانية خارجيا، واعتراف واضح كما قال الدبلوماسي الامريكي الاسبق كاميرون هدسون. ولم يتبقي للبرهان الا تطبيق السيساوية وهي خلع البذلة العسكرية وارتداء جلابية ومركوب وصديري والنزول في الانتخابات المقبلة كرئيس مدني للسودان عبر انتخابات سيشرف عليها الاتحاد الافريقي المتهالك. وبذلك تكون قد افلحت الموساد والابراهيمية في تنفيذ مشروعها الداعم للعسكر، حيث اسرائيل ستتمدد في افريقيا لتطبيق ما جاء حرفيا في كتاب بينيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس) القاضي باقامة دولة اسرائيل الكبري من النهر الي البحر، وخنق الشعب المصري عبر مياه النيل في زمن حجارة الجوع العالمية عبر بوابة عسكر السودان. كنا سنعبر لبر الامان لو ترك للمؤسس الدكتور حمدوك ادارة البلاد بشكل حضاري من غير جشع وانانية قحت من جهة، وتغول العسكر علي من جهة اخري، وكنا سنحقق نبؤة الاكنوميست البريطانية بان السودان مرشح ان يكون احد ثلاث دول علي ظهر هذا الكوكب يعول عليه اشباع العالم بعد استراليا وكندا ولكن يبدو ان مصير السودان ما زال مجرد لعبة في ايادي التحالفات الاقليمية والدولية في الوقت الذي ما زال شبابه يستشهدون ليلا نهار مرة دهسا ومرة بالرصاص من اجل وطن خير ديمقراطي. [email protected]