(1) بول يوزف غوبلز ، وزير الدعاية النازي والذي شغل المنصب في الفترة من عام 1933 الي مايو 1945 ؛ يعتبر أشهر ملفق ومحرض كراهية وصاحب لسان السوء عرفته البشرية. غوبلز الذي حرم من تحقيق حلمه في العسكرية لعاهات خلقية برع في الآداب حتى نال فيها درجة الدكتوراة. إستغل براعته اللغوية في الكتابة والخطابة في تدمير الشعوب والامم والأقليات ، وكان لليهود نصيب وافر من شره. المفارقة رحل بول غوبلز يوم إقتحام العاصمة برلين بالإنتحار مع زوجته بعد ما تأكد من موت أطفاله بالسم ، ولم يمت في الميدان تاركاً وراءه قاموساً من فاحش القول والقلم – التي منها : ("كلما سمعت كلمة الثقافة تحسست مسدسي". "أكذب وأكذب حتى تصدق". "أعطني اعلاما بلا ضمير .. اعطك شعبا بلا وعي"). بعد حوالي أربع عقود يبتلي الله السودانيين بمن يحي تراث النازيين – الإنقاذ هو الرايخ ، والبشير هتلر ، بينما ظلت الأبواق ابواقاً.
(2) بخلفية عسكرية متواضعة؛ أستطيع القول : ما رأيت قط داخل البلاد أو خارجها من يلبس البزة العسكرية من الرجال والنساء من يفتقر الي الشخصية العسكرية (مظهراً وجوهراً) مثلما مع الاخ العميد الطاهر أبو هاجة؛ المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة. تحاشياً للشخصنة ؛ دعونا نتجاوز المظهر الي الجوهر – التوصيف الوظيفى للدكتور الطاهر أبو هاجة انه المستشار الاعلامي للفريق أول عبدالفتاح البرهان ، اي ان وظيفته تنحصر في نطاق إسداء المشورة الاعلامية لقائد الجيش السوداني (كما كتب في محضر عزاء الملكة إليزابيث الثانية). فهو ليس بالناطق الرسمي بإسم قائد الجيش أو رئيس مجلس السيادة ، وليس بالناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة أو رئيس تحرير صحيفتها (ذات الأصفار الزمنية). إذا تحت اي صفة يتطوع العميد أبو هاجة للتعليق على اي شاردة أو واردة في الساحة السياسية ؟؟.
(3) في بلد لم يتبق لجيشه غير تسجيل حزب عند مسجل التنظيمات السياسية ؛ تحت مسمى حزب القوات المسلحة أو حزب المسلحين الأحرار أو حزب الكتائب (مع الاعتذار "للحكيم" سمير جعجع) مع وجود تكتلات سياسية داخل حزبهم على شاكلة (كتلة المدرعات ، كتلة المدفعية أو جناح المهندسين)؛ من الطبيعي ان يكون بيننا أمثال الطاهر أبو هاجة. لولا فوضى الرتب العسكرية التي تمنح وتباع اليوم كشرائح التلفونات في السودان؛ فإن الرتبة التي يحملها السيد أو هاجة رفيعة في البلدان (الرفيعة المنهج) ، لكن مع ذلك فهو اي العميد أبو هاجة لا يراعي التراتيبية العسكرية. سبق ان عقب الطاهر أبو هاجة على حديث الفريق ياسر العطا، واحاديث اخرى كان قد أدلى بها من يعلوه رتبة. آخرها كان تعليقه ودحضه لتصريح الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة الإنقلابي عن موافقته مع قائد الجيش على تسليم السلطة التنفيذية والسيادية للمدنيين. ليتحفنا أبو هاجة بإشتراطات ومعوقات لا ندري ان كانت من عند سيادته ام من لدن الفريق أول برهان.
(4) تبقى لي أذكر العميد الطاهر أبو هاجة ولمن على شاكلته من خصوم الشعب في (حزب القوات المسلحة) ؛ فإن الدولة المدنية قادمة بحول الله وستجرف كل من يقف أمامها. لذا من الأفضل ان يتقمص دور محمد سعيد الصحاف الذي أبهر أعداء نظامه قبل اصدقائه وليس الإقتداء بوزير النازية غوبلز – لأنه لا يقوى على الإنتحار عندما تأتي ساعة صفر الشعب.